دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٣هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٢م
Nau'ikan
"الركيزة الرابعة": "أساليب الدعوة"
بمراجعة آيات القرآن الكريم وهي تتحدث عن دعوة إبراهيم ﵇ نرى استعمال إبراهيم ﵇ لعدد من الأساليب، وأهمها أسلوب الاستفهام؛ فلقد استعمله في خطاب أبيه، ومناقشة عبدة الأصنام، واستعمله مع ابنه إسماعيل حين سأله عن الذبح وقال له: ﴿مَاذَا تَرَى﴾؟
إن الاستفهام يرد للإنكار، وللتقرير، وللتعجب، كما يرد للبحث عن الحقيقة، وهو في كل أحواله مفيد؛ لأنه يحرك عقل طرفي النقاش حول البحث عن غاية السؤال وإجابته، ويجعل كل طرف يبرز ما لديه من فكرة يراها صحيحة، وقد يقدم الاستفهام دليلا مقنعا؛ لأن المسئول إذا عجز عن الإجابة، فقد يسلم بما يريده السائل، ويرضى بفكرته.
ولذلك فإنه أسلوب يحتاج إلى فطنة حامل الرسالة؛ ليختار من الأسئلة ما يحرك المشاعر، ويظهر الحق.
ومن أمثلة فطنة إبراهيم ﵇ مع استفهاماته قوله:
﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ﴾؟
﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ﴾؟
﴿أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾؟
فهذه أسئلة يعرفون إجابتها؛ لأنهم يصنعون الأصنام بأيديهم، وينحتونها في مصانعهم، ويبيعونها للناس، ويعبدونها معهم بعد أن يطلقوا عليها أسماء الآلهة من عند أنفسهم؛ ولذلك فإن السؤال حينئذ إنكار قوي لتأليه الأصنام، وضرورة إعمال العقل، وتوجيه السؤال في هذا المجال أسلوب حسن في الدعوة.
1 / 145