دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٣هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٢م
Nau'ikan
ومن الأساليب التي استعملها إبراهيم ﵇ في الدعوة مجاراة الخصم، واستدراجه نحو الإيمان؛ لأن الاستدراج يوهم المشاركة في الاعتقاد، والتوحد في السلوك، وحينئذ يلتقي الداعي والمدعو في تفهم القضية، ويقبلان على اكتشاف حقيقتها.
والإنسان عموما يحب من يشاركه في الدين، وينفتح قلبه له؛ لأنهما معا في مسار واحد، والمجاراة تحقق هذا لحامل الدعوة.
جاء إبراهيم للناس، وعرفهم بأنه رسول الله، وطلب منهم أن يشتركوا معه في التوجه للإله، فلما رأى كوكبا ... أخبرهم أنه معهم في عبادته، وقال: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ ... ثم تبرأ منه لأُفُوله وزواله؛ لأن الزائل لا يصلح للألوهية ... ثم انتقل من الكوكب إلى القمر، وإلى الشمس ... وأخيرا تبرأ من كل آلهتهم لهوانها وزوالها، وبذلك كانت الحجة معه عليهم.
ومن أساليب إبراهيم ﵇ في الدعوة أنه كان ينتقل في الموقف الواحد، من دليل لدليل آخر إذا رأى جدلا، ومماراة من القوم؛ لأنه يركز على قضيته، فكل ما يفيدها يأتي به.
ولو نظر لنفسه لاعتز بمقالته، ودافع عنها، ولكنه ﵇ عاش لرسالته، ووفى ما عليه، وآتاه الله أجره في الدنيا، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ ١.
١ سورة البقرة آية: ١٢٠.
1 / 146