138

دعوة الرسل عليهم السلام

دعوة الرسل عليهم السلام

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٣هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٢م

Nau'ikan

"الركيزة الثالثة": "وسائل دعوة إبراهيم"
استعمل إبراهيم ﵇ كافة الوسائل التي تمكنه من تبليغ دين الله للناس الذي أرسل إليهم به.
فلقد استفاد بوسيلة الاتصال الشخصي، ويراد بها التوجه إلى أشخاص معروفين، ومخاطبتهم فردا فردا.
وللاتصال الشخصي فائدة، وهو أن الداعي يطلع على أثر دعوته فيمن يخاطبه، ويمكنه مناقشته في الشبه التي يثيرها معه ... ومن فوائده أنه يدفع العقل إلى التفكير والنظر بعيدا عن الجماعة.
استفاد إبراهيم ﵇ بهذا الأسلوب فدعا أباه، ودعا الملك على ضوء ما فهمنا من القرآن الكريم.
وتوجه إبراهيم ﵇ إلى الناس بوسيلة الاتصال الجمعي، ويراد به مخاطبة جمهور من الناس بواسطة، أو بغيرها، سواء كان اجتماعهم وفق نظام وخطة، أو بصورة تلقائية دعا إبراهيم ﵇ قومه وهم مجتمعون في يوم عيدهم، وبين لهم هوان آلهتهم وفسادها.
ودعا إبراهيم ﵇ بالوسيلة العملية بعد أن كسر الأصنام، ووضح لهم أنها آلهة لا تنفع نفسها، ولا ترد عدوانا يقع عليها، ودعاهم إلى ترك عبادتها، وعبادة الله وحده.
ولما خاطب عبدة الكواكب، اتخذ من الكواكب نفسها وسيلة توضيحية تشرح عدم استحقاقها للعبادة أبدا.
والمجاراة فن ناجح في الدعوة إلى الله تعالى، وهو أن يسلم الداعية للمخاطب ظاهرا بما يؤمن به، ويجعل نفسه شريكا له في معتقده، ثم يأخذ في التساؤل عن هذا المعتقد؛ ليظهر حقيقته، ويوضح مدى قربه أو بعده عن الحق.
لقد اتبع الغزالي هذا المنهج حينما شك في كل المذاهب، وأخذ يناقش أصحاب كل مذهب بأسئلة يظهر بها فساد المذهب، حتى وصل إلى المذهب الحق، ووضع منهج الإنقاذ من الضلال.
وهذا لون من المجاراة ...
اتبع إبراهيم ﵇ هذا المنهج مع من دعاهم إلى الله، وقد أورده القرآن الكريم للعبرة والفائدة.

1 / 144