- فتح كِرْمَان (١):
لما سار ابن عامر إلى فارس وجَّه مجاشع بن مسعود السلمي (٢) إلى كرمان (٣) وكان أهلها قد نكثوا وغدروا، ففتح بيمنت عنوة، واستبقى أهلها وأعطاهم أمانًا، وبنى قصرًا يعرف بقصر مجاشع. وفتح بروخروة، وأتى الشيرجان وهي مدينة كرمان، وأقام عليها أيامًا يسيرة، وأهلها متحصِّنون، وقد خرجت لهم خيل فقاتلهم ففتحها عنوة، ثم إن كثيرًا من أهلها جلوا عنها وفتح ⦗١٠١⦘ جِيْرَفْت (٤) عنوة، وسار في كرمان فدوَّخ أهلها وأتى القُفص وتجمع له بهرُمور خلق كثير من الأعاجم فقاتلهم فظفر بهم وظهر عليهم. وهرب كثير من أهل كرمان فركبوا البحر، ولحق بعضهم بمكران، وأتى بعضهم سجستان، فأقطعت العرب منازلهم وأراضيهم فعمروها وأدوا العشر فيها، واحتفروا القنوات في مواضع منها.
_________
(١) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٢٢.
(٢) هو مجاشع بن مسعود بن ثعلبة السلمي، صحابي من القادة الشجعان استخلفه المغيرة بن شعبة على البصرة في خلافة عمر، غزا كابل وصالحه صاحبها الأصبهجد، وقيل: كان على يديه فتح حصن أبرويز بفارس، وكان يوم الجمل مع عائشة أميرًا على بني سليم، فقتل فيه سنة ٣٦ هـ، قبل الوقعة ودفن بداره في بني سدوس بالبصرة، كان من الكرماء. للاستزادة راجع: ذكر أخبار أصبهان ج ١/ص ٧٠، الإصابة
ترجمة ٧٧٢٣، تهذيب التهذيب ج ١٠/ص ٣٨، الجمع بين رجال الصحيحين ج ٢/ص ٥١٥، معجم ما استعجم ١١٠٨، العقد الفريد ج ٢/ص ٦٦.
(٣) كِرْمَان: وتسمى قديمًا كرمانيا، وهي مقاطعة من بلاد فارس بالجنوب الشرقي.
(٤) جِيرَفْت: مدينة بكِرْمان من أعيان مدنها وأنزهها.
1 / 100