الإمامة والتقدمة بها محتكم به. ولما بايع رسول الله(ص)الأنصار ليلة العقبة قال لهم أخرجوا لي منكم اثني عشر نقيبا كنقباء بني إسرائيل ففعلوا فصار ذلك طريقا متبعا وعددا مطلوبا. وأيضا قال الله تعالى- ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا فجعل الأسباط الهداة إلى الحق في بني إسرائيل اثنا عشر فتكون الأئمة الهداة في الإسلام اثني عشر. وأيضا إن مصالح العالم في تصرفاتهم لما كانت في حصولها مفتقرة إلى الزمان لاستحالة انتظام مصالح الأعمال وإدخالها في الوجود الدنياوي بغير الزمان وكان الزمان عبارة عن مرور الليل والنهار وكل واحد منهما حال الاعتدال مركب من اثني عشر جزءا يسمى ساعات فكانت مصالح العالم مفتقرة إلى ما هو بهذا العدد وكانت مصالح الأيام مفتقرة إلى الأئمة وإرشادها فجعل عددهم بعدد أجزاء كل واحد من جزئي الزمان للافتقار إليه كما تقدم. وأيضا فإن نور الإمامة يهدي القلوب والعقول إلى سلوك طريق الحق ويوضح لها المقاصد في سلوك سبيل النجاة كما يهدي نور الشمس والقمر أبصار الخلائق إلى سلوك الطرق- ويوضح لها المناهج السهلة ليسلكوها والمسالك الوعرة ليتركوها فهما نوران هاديان أحدهما يهدي البصائر وهو نور الإمامة والآخر يهدي الأبصار وهو نور الشمس والقمر. ولكل واحد من هذين النور محال يتأملها فمحل ذلك النور الهادي للأبصار البروج الاثنا عشر التي أولها الحمل وآخرها الحوت فينقل من واحد إلى آخر فيكون محال النور الثاني الهادي للبصائر وهو كون الإمامة منحصرا في اثني عشر.
Shafi 78