A Bakin Kofar Zuwayla
على باب زويلة
Nau'ikan
وجلس قنصوه الغوري على العرش في يوم الفطر سنة 906 وعيدت المدينة عيدين.
وكان أرقم الرمال جالسا في ظل سرحته الفينانة من بساتين القبة حين جاءه النبأ، فقلب كفيه عجبا ودهشة وهو يقول: ما شئت يا رب لا ما شاء الناس، بيدي رفعت ذلك الثعلبان الشيخ إلى العرش، حين خيل إلي أنني قد وضعت في قفاه السيف، وبيدي قتلت قصروه الشهيد وخلعت العادل طومان باي.
ثم غاب في سبحة من سبحاته الخيالية مطوفا في الآفاق البعيدة، وتتابعت على خديه دموعه.
الفصل العشرون
تحت ظل العرش
قال خاير بك حاجب الحجاب لصاحبه خشقدم الرومي: أرأيت يا صديقي كيف تتقلب الأقدار؟ أفكنت تحسب يوما أن يبلغ ذلك الصبي حيث بلغ، وأن يرتفع به الحظ حتى يقع ظله على العرش، وأن يسلم له الزمام عمه السلطان الشيخ حتى لا رأي لأحد من الأمراء العظام فوق رأي طومان؟
فضحك خشقدم ساخرا وهو يقول: وأنت يا خاير بك حيث أنت، وأنا ... لو شاء ذلك الصبي لردنا إلى الرق بعد عتاق، أفرأيت كيف يصعر خده عابسا حين يرانا كأن لم يكن يوما ولم نكن!
قال خاير بك: ليس يعنيني عبوسه أو انبساطه، ولكني قد لحظت منذ قريب أن له عينا علي حيثما أذهب، وما أراه إلا يدبر لي شرا.
قال خشقدم: أما شره فلا تخف يا أمير، فما علمته ينبعث إلى الشر، وإنما هو عين وأذن ولسان، فإن كان قد جعل عليك عينا كما زعمت، فاحرص منذ اليوم على سرك قبل أن يعرف السلطان من خبرك ما تحرص على كتمانه.
قال خاير بك قلقا: ماذا قلت؟! أفتراه يختلف إلى بيت أقبردي الدوادار حينا بعد حين لمثل ذلك، وهو يزعم أن خوند مصرباي أخته وأنه لها أخ وجار؟!
Shafi da ba'a sani ba