A Bakin Kofar Zuwayla
على باب زويلة
Nau'ikan
يا عجبا! كيف حدث هذا وقصروه هو أوفى أصدقاء طومان باي الدوادار وأقربهم إلى نفسه؟! أيتمرد على السلطان أم يتمرد على صديقه الدوادار؟
سؤال توجه به طومان إلى عمه الغوري، ولكن عمه ابتسم ولم يجبه، ولم يزد على الابتسام شيئا، وضاقت نفس الأمير الصغير وعاد يلحف في سؤاله: كيف حدث هذا يا عم؟!
قال الغوري ولم تزل الابتسامة على شفتيه: حدث أو لم يحدث، ذلك أمر لا يعنينا، إنما أنا وأنت منذ اليوم جند من جند الدوادار طومان باي! وعلينا أن نسمع لقوله ...
قال طومان متعجبا: أنت من جند الدوادار! - أنا وأنت فما علينا إلا الطاعة.
وصدع الأمير الصغير بالأمر، فمشى في ركاب عمه.
وقال الدوادار الكبير طومان باي للسلطان: إني لأخشى أن يقوى أمر قصروه في الشام حتى يغلبنا على أمرنا، والرأي عندي أن نبادره قبل أن يستفحل خطره.
قال جانبلاط: وبماذا تشير يا أمير؟
قال الدوادار: نعد له حملة كبيرة تقضي عليه وتبدد شمله؛ ليكون أول أمرنا حزما وعزما، فلا يجرؤ بعدها أمير من أمراء الأطراف على العصيان، ولا تنازعه إليه نفسه.
قال السلطان راضيا: قد رأيت ما ترى فخذ في أسبابك!
وراح الدوادار منذ اليوم يعد عدته لأمره، فلم يزل دائبا في الاستعداد، حتى اجتمع له جيش لم يجتمع مثله للأشرف قايتباي يوم خرج للقاء ابن عثمان منذ بضع عشرة سنة، فلم يترك في القاهرة كلها من الجند ما يكفي للدفاع عن القلعة، لو بدا لبعض أعداء البلاد أن يغير على القاهرة ...
Shafi da ba'a sani ba