A Bakin Kofar Zuwayla
على باب زويلة
Nau'ikan
ورأى الظاهر نفسه وحيدا فريدا، تكاد تناله سيوف أعدائه فيتدحرج رأسه عند قدميه، كما تدحرج رأس ابن أخته منذ قريب، فآثر أن يفر بروحه!
واقتحم على مصرباي غرفة زينتها؛ ليفتح صوانها فينتقي ثيابا من ثيابها تخفيه ... ثم وقف لحظة أمام المرآة ينظر لنفسه مؤتزرا، منتقبا، قد شد وسطه بحزام وأبرز صدرا ناهدا وردفا ثقيلا، ثم استدار لتراه مصرباي في زي النساء، وكان منذ قليل سلطانا ...
وصاحت به مصرباي مذعورة: ماذا فعلت بنفسك يا مولاي؟!
ولكنه لم يستمع إليها، فقد كانت أقدام الجند تقترب من غرفة الزينة ...
وفر من القلعة تحت الليل في بطانة زوجته وهو ينشد لنفسه:
وقائلة قد دهتك الهموم
وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت ذريني على غصتي
فإن الهموم بقدر الهمم
ثم لم يلبث في مخبئه طويلا حتى عثر به أعداؤه، فسيق أسيرا إلى معتقله في برج الإسكندرية؛ انتظارا لما يقضي فيه السلطان من أمره!
Shafi da ba'a sani ba