A Bakin Kofar Zuwayla
على باب زويلة
Nau'ikan
كذلك كان طومان باي يحدث نفسه، وفرسه يخب به في طريقه إلى سنهور، حيث يأمل أن يلقى صديقه حسن بن مرعي شيخ أعراب البحيرة ليعينه على أمره.
والتقيا وجلس طومان باي يتحدث إلى صديقه ساعة من نهار، وأقسم له صاحبه لينصرنه بكل ما يملك من مال وجند وعتاد، وتحالفا على الوفاء .
وأوى طومان باي إلى خيمته متعبا يلتمس بعض الراحة فأخذته عيناه واستسلم للنوم، وظل صاحبه السنهوري يقظا يؤامر نفسه على خطة لعل مثلها لم يخطر على بال عربي قبله.
وقال الرجل لنفسه: مالي ولهذا الرجل الذي يريد أن يحملني على مغاضبة السلطان سليم ويدفعني إلى عداوته؟ ثم ماذا أسلفنا هؤلاء الجركس من الإحسان لنبقي على حكومتهم، وهذا رجل قد أفل نجمه وصارت الدولة برغمه عثمانية؟!
ثم حانت منه التفاتة نحو فرس السلطان طومان باي ربيطا إلى جانب خيمته، وعليه سرجه وركابه وزينته الملوكية، فلم يستطع السنهوري أن يقاوم إغراء شيطانه، فوثب إلى ظهر الفرس وولى وجهه شطر الجيزة، حيث كان عسكر السلطان سليم، واستأذن على السلطان فأذن له، فدخل ليسر إليه النبأ، ثم عاد أدراجه إلى سنهور.
وأطبق جند السلطان سليم على خيمة طومان باي، فوضعوا في يديه الأغلال وحملوه على ظهر فرسه وساروا به، وكان في الركب خاير بك وجان بردي الغزالي.
قال السلطان سليم وقد رأى بين يديه رجلا لم ير مثله في الرجال: ها نحن أولاء قد ظفرنا بك يا سلطان! فبالله ماذا خيلت لك أوهامك حين شرعت في وجوهنا السيف وأبيت الاستسلام؟
قال طومان باي ولم تفارق شفتيه ابتسامته: ذلك حق هذه الأمة علي يا سلطان الروم، فهلا سأل مولاي نفسه: ماذا كان يفعل لو أن جند مصر قد اقتحمت عليه بلاده، وبسطت سلطانها على رعيته، أكان يستأسر لها طائعا أم يدافع عن وطنه حتى الموت؟
قال السلطان سليم: قد كان لك هذا لو كنت سلطان الروم، أما وأنت ...
قال طومان وقد رفع رأسه شامخا: أما أنا فسلطان مصر التي أوشك أبوك بايزيد ابن عثمان أن يستأسر لجندها طائعا، لولا أن من عليه بالفداء سلفي السلطان قايتباي!
Shafi da ba'a sani ba