وارتبك الرجل بشكل واضح، فقالت: لدي مشكلة أود أن أعرضها عليك.
وقع في لخمة دلت على ذهوله، ثم قال بجهد: تفضلي بزيارتنا، وستجدينني تحت أمرك.
ومن وقتها تجاهلته تجاهلا كاملا، وكان ذلك قبيل انتقاله إلى السيدة الذي مضى عليه ما يقارب العام. اليوم تدور أفكاره حول ست آمنة، ويستعيد ذكرياتها بحرارة بلغت حد الهوس. انصهرت تلك الأفكار والذكريات في رأسه وهو ماض إلى روض الفرج. أجل بلغ مسكنه القديم في الوقت الذي كان ينتظر فيه أن يكون في القهوة. وضغط على جرس الباب، وقلبه يغوص في الأعماق. وكم ذهلت ست آمنة عندما رأته أمامها، كآخر شيء كانت تتوقعه. - فؤاد أفندي!
حرك رأسه بالإيجاب دون أن ينبس. - خير إن شاء الله!
ثم تنحت عن الباب وهي تدعوه إلى الدخول. وجد نفسه في حجرة استقبال صغيرة معبقة بعبير ورد في زهرية، على قائم معدني طويل في الركن. وغابت عنه وقتا، ثم عادت آخذة زينتها ملتفة في روب أبيض يذكر بفستان العرس. ولم تقتصد في إعلان اهتمامها بالزيارة مرددة: خير إن شاء الله! فطار من دماغه جميع ما أعده من قول، ولكنه شعر بأنه مطالب بتفسير حضوره، فقال: كنت مارا من هنا فقلت يجب أن أزور ست آمنة.
ابتسمت المرأة وهي تتمتم: خطوة عزيزة! ثم وهي تضحك: ولكنك لم تكن تحب زيارتنا!
فاحمر وجهه وقال كالمعتذر: الواقع أن الظروف ...
وتوقف لا يدري ماذا يقول، ثم ابتسم ابتسامة دلت على أنه يسترد توازنه، وقال: قلت مرة: إن لديك مشكلة.
فضحكت المرأة ضحكة عالية. وتبادلا نظرات باسمة فواتته شجاعة عظيمة؛ فنهض ليجلس إلى جانبها على كنبة واحدة. ومد يده إلى يدها، ولكنها سحبتها برقة وهي تقول: الظاهر أنك لم تفهمني على حقيقتي يا فؤاد أفندي.
لهجة جادة صدمت قلبه فانكمش. وعادت تقول: لست كما تتصور، أنت قلت لنفسك آمنة أرملة، وقد دعتني مرة إلى شقتها، لا بد أن تكون ...
Shafi da ba'a sani ba