Tsakanin Addini da Kimiyya
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Nau'ikan
بل بين أكبر مفكري الكنيسة الرسمية
Established Church
قد وثقا كل الثقة بهذه النظرية ومضيا بها مؤمنين، ولقد ظل هذا الرأي سائدا على أكبر العقول وأرجح الأحلام أزمانا. أما بعد أن زودنا علم الجيولوجيا بحقائق دلتنا على وجود عدد عديد من الحيوانات المفترسة، وعلى أن كثيرا منها قد عثر عليه وفرائسه نصف مهضومة في معداتها، وأنها انقرضت من الوجود قبل أن يوجد الإنسان فوق الأرض بأزمان موغلة في القدم، فحينذاك استطاع العلم أن ينتصر على اللاهوت في هذا الميدان الفسيح.
ولقد تطور هذا المذهب تطورا آخر تركز حول معتقد متقدمي المفسرين الذي قام حول اللعنة التي صبت على الأفعى في سفر التكوين. وهو اعتقاد من الضروري أن يصبح طبيعيا ما دامت الظواهر تدل على أنه معتقد أصيل ثبت في يقين الذين كتبوا تلك الرواية التي حفظت في أول كتبنا المقدسة. أما ذلك الاعتقاد فقد انحصر في أنه حتى الوقت الذي لعن فيه الواحد القهار الأفعى المغرية، كانت كل الثعابين والأفاعي تقف منتصبة وأنها كانت تمشي وتتكلم.
وما زال هذا المعتقد ينحدر من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل على اعتبار أنه جزء من خميرة الإيمان المقدس، حتى جاء «وطسون» أكبر منتجي الكتاب الذين ظهروا في عصر الإصلاح الإنجيلي في القرن الثاني عشر، وأكبر علم من أعلام اللاهوتيين الذين ضمنهم حزب الإنجيليين وأعلن «بأنه ليس لدينا من بينة تحملنا على الاعتقاد بأن الحيوان كان ذا صورة ثعبانية على أي أسلوب وبأية درجة حتى أدركته الاستحالة والتغيير، أو الاعتقاد بأنه إذ ذاك قد مسخ زاحفة تدب على كشحها فيستدل به، على الضد مما نعتقد على فقدان كامل وتغيير محض للصورة الأصلية.» ومن هذا المعتقد زود الأسلوب اللاهوتي العقول بنتائج ناضجة استوعبتها أصفى العقول التي نشأت بين أحضان الكنيسة خلال ألفين من السنين. غير أن هذه «الخميرة المقدسة» قد ذابت عندما عثر الجيولوجيون على ثعابين وأفاع حفرية دبت فوق الأرض من قبل أن يكون للإنسان على ظهر البسيطة أثر بأزمان متطاولة.
ولقد قامت بين اللاهوتيين مناقشات عديدة تتعلق بالحيوانات التي صرفوا عليها اسم الحيوانات «الزائدة عن الحاجة»، أما القديس «أوغسطين» فقد كان ذا ميزة خاصة امتاز بها في هذا الميدان. قال: «إني أعترف صراحة بجهلي وقصوري عن إدراك السبب الذي من أجله خلقت الفيران أو الضفادع أو الذباب أو الديدان. إن كل الحيوانات إما أن تكون نافعة أو مضرة أو زائدة عن الحاجة بالنسبة إلينا. أما المخلوقات المضرة فنعلل وجودها بأنها إنما خلقت لتعاقبنا أو لتنظمنا أو لتزعجنا حتى لا نتمادى في حب هذه الحياة» أما الحيوانات الزائدة عن الحاجة فقد قال فيها: «إن هذه الحيوانات وإن كانت غير لازمة لخدمتنا، إلا أن مجمل تصميم الكون قد انتهى عندها وفرغ منه بها.» أما «لوثر» وقد اتبع ما قال القديس «أوغسطين» في بحث كثير من المشكلات اللاهوتية، فقد نفر من أن يتابعه تماما إزاء هذا الإشكال. فقد اعتقد بأن الذبابة ليست فقط زائدة عن حاجة الخلق، بل هي مضرة أيضا. فإنها كثيرا ما يرسلها عليه الشيطان لتشغله عن القراءة وتقطع عليه تيار فكره.
ولدينا موضوع آخر كان سببا في كثير من البحث في نصوص الكتب المقدسة، حتى لقد نشأ عن هذا البحث كثير من مختلف ضروب الفكر اللاهوتي وانحصر هذا الموضوع في الفرق الكائن بين خلق الإنسان وخلق الأحياء العضوية الأخرى.
ولقد علق اللاهوتيون جميعا - حتى القديس توماس أكويناس وبوسويه، ومن لوثر إلى ويزلي - أهمية عظمى على الفرق البين الذي نص عليه سفر التكوين؛ إذ ذكر بأن الله قد «خلق الإنسان على صورته».
أما المعنى الذي انطوت عليه هذه العبارة فقد أبان عنه نص مقدس آخر في سفر التكوين جاء فيه.
8
Shafi da ba'a sani ba