قال عليه السلام: والتحقيق عندي: أنهم لا ينازعون في أن قبح الظلم متفرع على وقوعه على وجه مخصوص، ومتفرع على الإرادة لأنه لا يقع على ذلك الوجه إلا بها، فالقبح مترتب على كل واحد منهما، وإنما الخلاف بيننا وبينهم في أولية نسبة اقتضاء القبح هل إلى الوجه أم إلى الإرادة؟ ولا طائل تحت هذا الخلاف، لكن الأرجح ما ذكره أصحابنا من أنه إنما قبح الفعل لوقوعه على وجوه واعتبارات فإنه إنما قبح الظلم لكونه ظلما أي لكونه ضررا عاريا عن نفع ودفع واستحقاق، والكذب إنما قبح لكونه كذبا؛ إذ متى علمنا الفعل واقعا على الوجوه التي ذكرناها من الظلم والكذب والعبث ونحوها علمنا قبحه، وإن جهلنا ما جهلنا من كونه ملائما للطبع أو منافرا له ومنهيا عنه أوغير منهي أو غير ذلك من الوجوه التي ذكرها الخصم ما علمنا فإنا حينئذ لا نعلم القبح أصلا أصلا، فلما كان العلم بالقبيح يدور على العلم بكونه ظلما وجودا وعدما علمنا أنه المؤثر فيه، وكذلك الحكم في سائر القبائح العقلية أعني أن العلم بقبحها يدور على العلم بالوجوه التي وقعت عليها وجودا وعدما. هذه عبارة المهدي عليه السلام.
Shafi 20