134

Bayan Sarih

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

Nau'ikan

Fikihu Shia

ونحن نستغفر الله من النقصة في رد هذا المذهب القبيح، ولكن ظهور قبحه للعقول والفكر أقوى شاهد على رده وإبطاله، ولقد كان كافيا في رد.... تصويره وغرضه على عقول الناس وفطرهم، فليتأمل اللبيب الفاضل ماذا يعود إليه نص المقالات والتعصب لها، وإلزام لوازمها، وإحسان الظن بإزائها بحيث يرى مساوءهم محاسن، وإساءة الظن بخصومهم بحيث يرى محاسنهم مساوئ، كم قد أفسد هذ ا السلوك من فطرة وصاحبها من الذين يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون، ولا تتعجب من هذا فإن مرآة القلب لا يزال الهوى ينقش فيها حتى يستحكم صلاحا، فليس لها أن ترى حينئذ الأشياء على خلاف ما هي عليها، فمبدأ الهدى والصلاح صقال تلك المرآة ومنع الهوى من النفش فيها، وفتح عين البصيرة في أقوال من يسيء الظن بهم كما يقبحها في أقوال من يحسن الظن به، وقيامك لله، وشهادتك بالقسط، وإلا حملك بغض منازعك وخصومك على جحد حقهم، وتقبيح محاسنهم وترك العدل فيهم فإن الله تعالى لا يعتذر ببعث من هذا شأنه ولا يجد عمله عليه نفعا أحوج ما يكون إليه، والله يحب المقسطين ولا يحب الظالمين.

ثم قال: قولكم: أن مستند الحكم عندكم غائبا قياس الغائب على الشاهد وهو فاسد، فيقال الرب تعالى لا يدحل مع خلقه في قياس بمثل، ولا قياس سول يستوي أفراده ، فهذان النوعان من القياس يستحيل ثبوتهما في حقه عقلا ونقلا......العقل فكالاستدلال لنا على أن يعطي الكمال أحق بالكمال، فمن جعل غيره سمعيا بصيرا عالما متكلما، حيا حكيما، قادرا مريدا، رحيما محسنا فهو أولى بذلك وأحق منه، ثبت له من هذه الصفات أكملها وأتمها.

Shafi 145