الغضب والراحة وغيرها وقوامه باق.
وان اتفق ان كان شيء من هذه ملازما، ككل الأرض فى مكانه (1) الذي هو فيه فليس لتعلق قوامه به، وأن مكانه (2) هو الذي أفاده القوام بذاته ووجوده بالفعل.
وأما العرض فبخلاف ذلك فانه انما لا يفارق موضوعه الذي له بعينه، لأن قوامه بذلك الموضوع لا لأمر آخر سوى ذلك.
وقد أورد من جملة ما يقال فى شيء وجود الكل (3) فى الاجزاء طلبا للفرق بينه وبين العرض فى الموضوع، وهذا تعسف غير محتاج إليه.
اذ الكل هو مجموع الاجزاء فلا يقال ان الكل فى الاجزاء، بل الكل هو الاجزاء لا واحد واحد منها بل جملتها، فنسبة الكل ب «فى» اما الى جزء جزء وهو محال.
اذ ليس الكل فى واحد واحد من الاجزاء أو الى الاجزاء جملتها وهو جملة الاجزاء، فكيف ينسب إليها بأنه فيها اذ هو كنسبة الشيء الى نفسه بأنه فيها، فلا يقال العشرة فى آحادها وأجزائها وهذا القدر كاف فى الفرق بين العرض وبين ما يقال فى شيء.
ثم الجوهر منه جزئى كزيد وعمرو وهذا الخشب وهذا الجمل ومنه كلى كالانسان والحيوان.
Shafi 97