والعرض منه جزئى كهذا البياض وهذا العلم ومنه كلى كالبياض والعلم.
فالجوهر الكلى مقول على موضوع وموجود لا فى موضوع، أما كونه مقولا على موضوع فلكليته، وأما أنه ليس فى موضوع فلجوهريته.
ولفظة الموضوع فيهما باشتراك الاسم فان الموضوع عند ما يقال فيه مقول على موضوع معناه المحكوم عليه بايجاب أو سلب كما تقدم فى الفن الأول. والموضوع عند ما يقال ليس فى موضوع هو ما حددناه فى هذا الفصل.
والعرض الكلى مقول على موضوع وموجود فى موضوع.
وأما الجوهر الجزئى فلا مقول على موضوع ولا موجود فى موضوع، أما أنه ليس موجودا فى موضوع فلجوهريته وأما أنه ليس مقولا على موضوع فلأن الموضوع الذي يقال هو عليه اما أن يكون كليا أو جزئيا، ولا يجوز أن يكون كليا لان الكلى هو ما يشترك فى معناه كثيرون، فلا يجوز أن يصير بحيث يستحيل اشتراك كثيرين فى معناه وهو كلى.
واذا حكمنا عليه بجزئى أنه هو فقد حكمنا بأن ما يشترك فيه كثيرون هو موصوف بأنه لا يجوز أن يشترك فيه كثيرون وهو محال.
اللهم الا أن يلحق السور الجزئى بذلك الكلى مثل أن تقول: بعض الناس زيد فتكون قد غيرت الأمر عن وضعه الطبيعى فان زيدا أولى أن يكون موضوعا للانسان منه لزيد لأنه لا يعرف الانسان والانسان يعرفه.
ثم ليس ذلك البعض الا زيدا بعينه فلا حمل ولا وضع الا فى اللفظ وان كان موضوعه جزئيا فلا يجوز أن يكون غيره لان الجزئيين المتباينين لا يحمل أحدهما على الآخر، فان هذا الخشب لا يكون ذلك الخشب، وزيدا لا يكون عمرا من حيث هما شخصان جزئيان، فبقى أن يكون موضوعه هو بعينه ومثل هذا لا يكون موضوعا الا بحسب اللفظ مثل ما تقول: زيد هو أبو القاسم فان الاشارة باللفظين هى الى شيء واحد هو معين فى الوجود والعقل
Shafi 98