الفصل الثالث فى تعريف الجوهر والعرض
الموجود اما أن يكون جوهرا أو عرضا، والجوهر هو الموجود لا فى موضوع والعرض هو الموجود فى موضوع .
ونعنى بالموضوع هاهنا المحل المتقوم بذاته المقوم ما يحله، فكل ما هو فى[شيء]بهذه الصفة فهو عرض.
وما ليس فى شيء بهذه الصفة اما لأنه ليس فى شيء اصلا أو ان كان فى شيء فلا يكون ذلك الشيء متقوما بذاته مقوما لهذا الحال فيه فهو جوهر.
أما ما هو فى شيء ولكن لا على هذا النحو، فمثل صورة الماء فى المادة القابلة لها، ومثل وجود الجزء فى الكل كالواحد فى العشرة، ومثل الجنس فى النوع كالحيوان فى معنى الانسان، ومثل النوع فى الجنس كمثل الانسان فى عموم الحيوان ومثل كون الشيء فى المكان أو فى الزمان.
أو فى عرض من الأعراض مثل ما يقال فلان فى الغضب أو الراحة أو الصحة أو السعادة أو السياسة، فان جميع هذا ليس موجودا فى الموضوع على النحو الذي حددنا الموضوع.
أما مادة الماء فليست مقومة الذات الا بصورة المائية فلا تكون موضوعا لها وكذا الكل لاقوام له الا بالجزء، وكذلك طبيعة النوع تقومها بطبيعة الجنس كالانسان تقومه بالحيوان، وعموم الجنس أيضا تقومه بالنوع فما لم يكن للجنس أنواع لا يتحقق جنسا فلا يكون أحدهما موضوعا للآخر.
وأما كون الشيء فى المكان أو الزمان أو الغضب وغير ذلك، فليس قوامه بهذه الأشياء فالجسم قد يفارق مكانه الى غيره ولا يبطل قوامه.
وكذلك يستبدل الزمان وهو على قوامه وتستبدل هذه الحالات من
Shafi 96