90

Bahr Mutawassit

البحر المتوسط: مصاير بحر

Nau'ikan

وقد صب الرومان مثل تلك اللعنة على مدينة كورنث بعد بضعة أشهر، وعلى ما كان من بعد هذه المدينة من وسط البحر المتوسط أصيبت بمثل نصيب قرطاجة. والرومان في سنة 146 تلك عادوا إلى ما كان في الأزمنة الأولى من عادات همجية، والرومان حرقوا، من غير سبب وعن حسد وحقد، مدينتين من أقدم المدن وباعوا أبناء أسرهما القديمة عبيدا، وهم لم يتركوا وراءهم غير أطلال مع إمكان قيامهم بإدارة مدن عظيمة زاهرة، ويمضي قرن فيحاول يوليوس قيصر إعادة بناء هذه المدن على غير جدوى، وتزول كورنث في الزمن الذي زالت فيه قرطاجة، وبلد أفروديت كورنث كانت عاصمة الحلف اليوناني، وإذا عدوت بزنطة لم تجد في منطقة البحر المتوسط مثل كورنث مدينة رائعة واقعة بين بحرين جليلة جميلة مثل أثينة.

أجل، كان الإسكندر قد عامل تب بمثل ذلك، ولكنك لا تجد يونانيا أصاب العدو المغلوب بمثل ذلك.

ومع ذلك مضت قرون بعد الإسكندر، مضت قرون مملوءة فلسفة يونانية وتسامحا إغريقيا.

وهكذا أثبت الرومان أنهم من البرابرة.

28

ومع ذلك كان عمل الرومان مهما في تعبيد الطرق وإنشاء الموانئ على الخصوص. وكان الرومان قد تعلموا فن الملاحة، غير أن عبقريتهم الحقيقية تجلت في البر، ولا سيما الأماكن التي يتصل البر بالبحر فيها؛ أي تجلت في بناء المرافئ والأرصفة وكاسرات الأمواج وإقامة الجزر المصنوعة.

وقد سئل هاتف الغيب عندما أنشأ الرومان للمرة الأولى في بتيولي القريبة من رومة رصيفا بحريا منحنيا مطبقين القوس المستديرة التي اخترعوها على الإنشاءات البحرية، ومن الطبيعي أن حدثت بعض الأغاليط في البداءة، فقد انهار مرفأ أفسوس ومرفأ سلوقية بفعل الغرين، وكيف يعرف الرومان سنن الغرين وتكوين الدلتات ولا يزال علماء الماء يجادلون في هذه المسائل؟

ولم يمكنهم عد أنفسهم سادة العنصر البحري وحمل هذه السيادة إلا حين أخذوا يفصلون موانئهم من مدنهم، وكان هذا حادثا شبيها بإنشاء أول مطير في الصحراء، ويوجد مركز ميله الرومانية في طرفه كما كان الأغارقة يقولون مندرين،

132

وتنشأ مقدمات بناء رائعة أمام البحر، وتنشأ على أرصفة باحات عامة تبلغ من الارتفاع ستة أمتار في بعض الأحيان، وتشاد مبان وآثار على طول الساحل. وكانت ميزين أول ميناء بلا مدينة، ولم تظهر هذه المدينة إلا بعد زمن طويل، وقل مثل هذا عن مرفأ رافين الذي أنشئ في الوقت نفسه، ويبدو فن جديد للإنشاء بالغ من التأثير في النفس ما بلغته الأسداد الكبيرة الحاضرة، فنتبينه بالقنوات المحفورة من خلال الضحاضح برافين كما في الآرل، والتي كان يجب حفظها من الغرين باستمرار.

Shafi da ba'a sani ba