وهذا ما تيسر ذكره من مراشد الشرع الشريف إلى مخالفة اليهود والنصارى والمجوس ونحوهم من جميع من خالف ملة الإسلام وشريعة محمد عليه الصلاة والسلام ، فنحن الآخرون في الزمان ، الأولون في الفضل والمنزلة عند الرب ، فلا ينبغي لمن كان بهذه المثابة أن يتشبه بمن هو دونه في الرتبة ، وكفى بالإسلام شرفا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبصحبه رضي الله عنهم سلفا .
قال الله سبحانه وتعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى سراط مستقيم )) .
الفصل الثالث : في تعليم اللغة الأجنبية
وقد نهيتهم عن ذلك إلا لقدر الضرورة كمترجم لملك ونحوه ، مخافة أن يجرهم ذلك إلى إهمال العربية رأسا ، وإلى انطماس رسومها بين ظهرانيهم ، فيصير العربي أعجميا كما هو المشاهد من أحوال المخالطين للأعاجم ، وبترك العربية يتعذر فهم الكتاب والسنة فينسد عليهم باب الفهم في ذلك ، ويحال بينهم وبين شريعتهم المطهرة ، وأبوا إلا التمادي في تعلمها ، من احتاج إليها ، ومن لم يحتج ، حتى استلذوا ذلك ، وطبعوا عليها ألسنتهم ، وانطبع في قلوبهم ، ووقعوا في المحذور وجادلوا بالباطل .
Shafi 36