أخرج أبو داود والحاكم عن ابن عباس قال : إنما كان أهل هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن ، مع هذا الحي من اليهود وهم أهل كتاب ، كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم ، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم ، وكان من أهر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف ، وذلك أستر ما تكون المرأة ، وكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك ، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا ، ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات ، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار ، فذهب يصنع بها ذلك ، فأنكرته عليه وقالت : إنما كنا نؤتى على حرف ، فسرى أمرها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنزل الله تعالى : (( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )) أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات ، ويعني بذلك موضع الولد .
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ( من لم يأخذ من شاربه فليس منا ) رواه أحمد والنسائي ، والترمذي عن زيد بن أرقم ، قال الترمذي : حديث صحيح ، وروى أحمد ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس ) وروى أحمد والبخاري ومسلم عن ابن عمر : ( خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب ) ، وروى ابن عساكر عن عمر : حلق القفا من غير حجامة مجوسية ، أي خصلة من خصال المجوس ، فحالق قفاه من غير أن يريد الحجامة متشبه بالمجوس ، وقال أنس : سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء أن يسدل ، ثم فرق بعد ذلك ، وقيل انه إنما فرق لمخالفة اليهود حين كانوا يسدلون .
ومنها ما أخرجه الجماعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم ) والمراد بذلك تغيير شدة بياض الشيب بصفرة ونحوها ، كما يدل عليه حديث ابن عمر وغيره .
Shafi 35