يا جعفر، إني ربما قلت البيت الواحد، فإذا جاوزته توقفت وقد قلت:
تذكرت لما فرق الدهر بيننا ... فعزيت نفسي بالنبي محمد
قال: فأجازه بعض من حضر المجلس، فقال:
وقلنا لها إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت في يومه مات في غد
قال الصولي: فظننا أن جعفر بن محمد بن عبد الواحد قائل البيت.
قال مروان بن الجنوب
دخلت على المتوكل، فرمى إلي برقعةٍ فيها بيت شعر، وهو:
أدرت الهوى حتى إذا صار كالرحى ... جعلت محل القلب في موضع القطب
وتحت البيت: أجز يا مروان، فكتبت تحته:
فلما جعلت القلب تحت رحى الهوى ... ندمت وصار القلب في موضعٍ صعب
وذكر يزيد بن محمد المهلبي، قال
كان ابن المعتز يشرب يومًا في بستان مملوء بالنمام وشقائق النعمان، فدخل عليه يونس بن بغا، وعليه قباء أخضر، فقال ابن المعتز لما رآه ارتجالا:
شبهت حمرة خده في ثوبه ... بشقائق النعمان في النمام
ثم قال: أجيزو، فبدر بنان المغني - وكان ربما عبث بالبيت بعد البيت - فقال:
والقد منه وقد بدا في قرطقٍ ... بالغصن في لين وحسن قوام
فطرب ابن المعتز، وقال له: إن فيه الآن، فصنع فيه لحنًا.
وذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر في تاريخه قال
حدثني أبو أحمد يحيى بن علي بن المنجم، قال: صرت إلى أبي زيد عمر بن شبة، فقال لي: قد قلت بيتًا تعذر على ثان له، فأحب أن تجيزه، فقلت: وما هو؟ قال:
كبرت وغالتني خطوب تتابعت ... ومن يصحب الأيام لابد يهرم
فقلت:
ومن يصحب الأيام تنقص خطوبها ... قواه، ويجهل بعض ما كان يعلم
فأعجب به، وحدث الناس بما بيننا، فكتبوه عنه.
أنبأني الفقيه النبيه
أبو الحسن بن المقدسي عن أبي القاسم مخلوف بن علي القيرواني عن أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد السرقسطي، عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي، قال: حدثني أبو محمد علي بن أحمد، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الأعلى بن هاشم القاضي المعروف بابن الغليظ، أن صهيب بن منيع - قال
1 / 51