ذلك مما لا يحيط به الوصف، ولا يستوفيه العد؛ وكل ذلك ألهبه شواظ الفتنة، والتقمه تيار الخلاف والفرقة، فرزئت الدار منه بما يتعذر إتيان الدهور بمثله، وتقتصر ديار الملوك المؤثلة عن بعضه فضلا عن كله ". انتهى.
وسنذكر من كلامه ﵀ بعد هذا، زيادة على ما جلبناه الآن، والله المستعان.
وكانت غرناطة منتهى الآمال، ووسطى قلادة الأمصار، ولم تزل محاسنها مجلوة على منصة الدهور والأعصار. وقد استولى وصفها لسان الدين الوزير أبو عبد الله بن الخطيب في كتاب الإحاطة، ويرحم الله القائل:
غرناطة ما لها نظير ... ما مصر ما الشام ما العراق؟
ما هي إلاّ العروس تجلى ... والأرض من جملة الصداق
قال الفقيه الأديب أبو عبد الله بن محمّد بن أحمد بن الحداد الشهير بالوادي آشى، نزيل تلمسان:
كان على ظهر النسخة الرائقة الجمال، والفائقة الكمال، من الإحاطة، في تاريخ غرانطة، المحبسة على المدرسة اليوسفيه، من الحضرة العليه، بخط قاضي الجماعة، ومنفذ الأحكام الشرعية المطاعة، صدر البلغاء، وعلم العلماء، ووحيد الكبراء، وأصيل الحسباء، الوزير المعظم أبي يحيى بن عاصم ﵀، ما نصه:
1 / 55