تلك المصيبة أنست ما تقدمها ... وما لها مع طول الهر نسيانُ
يا أيّها الملك البيضاء رايته ... أدرك بسيفك أهل الكفر لا كانوا
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة ... كأنها في مجال السبق عقبانُ
وحاملين سيوف الهند مرهفةً ... كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ ... لهم بأوطانهم عزٌ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلس ... فقد سرى بحديث القوم ركبانُ
كم يستغيث بنو المستضعفين وهم ... أسرى وقتلى فما يعتز إنسانُ
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم ... وانتم يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوس أبيات لها همم ... أما على الخير أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذة قوم بعد عزهم ... أحال حالهم كفر وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ... واليوم هم في بلاد الكفر عبدانُ
فلو ترهم حيارى لا دليل لهم ... عليهم من ثياب الذل ألوانُ
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ... لهالك الأمر واستهوتك أحزانُ
يا رُبَّ أم وطفلٍ حيل بينهما ... كما تفرق أرواح وأبدانُ
1 / 49