كأنما الصعب لم يسهل له سبب ... يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمان مسران وأحزان
وللحوادث سلوان يهونها ... وما لمّا حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ... هوى له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فارتزئت ... حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسيةٍ ... وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم ... كم عالم قد سما فيه له شأن
وأين حمص وما تحويه من نزهٍ ... ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما ... عسى البقاء لم تبق أركان
تبكي الحيفة البيضاء من أسفٍ ... كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خاليةٍ ... قد أسلمت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما ... فيهن إلاّ نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ... حتى المنابر ترثى وهي عيدان
يا غفلان وله في الدهر موعظة ... إنَّ كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشيًا مرحا يلهيه موطنه ... أبعد حمص تغر المرء أوطان
1 / 48