القرود، وهو مستشرف على بعض الأندلس. وبسبتة مدرسة بناها أبو الحسن الشاري، ووقف بها كتبا عظيمة.
وبموضع يقال له التوتة يوجد كثير من اليلقوت الأحمر دقيق. ومن عجائبها أن البلارج لا تعشش فيها، وقلما تخطر عليها. ويقال أنها بناها سبت بن سام بن نوح وأنّه دعا لها باليمن والبركة ورووا في ذلك حديثا عن مالك عن نافع عن أبي عمر. قال عياض: وأبرأ أنا من عهدته، وقد خرجه في الغنية، ولذلك قال بعض الشعراء:
فكل جبار إذا ما طغى ... وكان في طغيانه يسرفُ
أرسل الله إلى سبتةٍ ... فكل جبار بها يقصفُ
أنشدها أبو عبد الله محمد بن حمادة البرنسي، خال أبي لأمه، في كتابه المسمى " المقتبس، في أخبار المغرب والأندلس ".
ومن نظم المنصفي في بليونش من قصيدة:
انظر إلى نضرة زهر الربا ... كأنه وشى على كاعبِ
ومتع الطرف ببليونش ... ومائها المنبعث الساكبِ
تشاركت والحسن في وصفها ... تشارك العين مع الحاجبِ
1 / 36