وقد ذكرت في هذا المكتاب جكايات مختلفة وفنون مفيدة يزداد الناظر بها معرفة حسبما جرت بذلك عادة كثير من الأمة في مصنفاتهم ومجالس درسهم. وقد قال الماوردي أقضى القضاة في كتاب آداب الدين والدنيا: القلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة وذكر أن المأمون كان ينتقل في قصره من موضع إلى موضع وينشد قول أبي العتاهية:
لا يصلح النفس إذا كانت مدبرة ... إلاّ التنقل من حال إلى حال
وقال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء أحب إليَّ من كثير من الفقه لأنها آداب القوم. وقال الشيخ سيدنا أبو القاسم الجنيد ﵁ ونفعنا ببركاته: الحكايات جند من جنود الله يقوي الله بها أبدان المريدين. وقال الإمام المواق في كتابه المسمى " سند المهتدين " عن شيخه المنتوري بسنده إلى أبي العباس بن العريف قال: كنت في مجلس أستادي أبي علي الصدفي أقرأ عليه الحديث فقرأ يوما الحديث ثم أغلق الكتاب وجعل
1 / 21