وكنت حين شرعت في هذا المجموع السامي وأطلعت على بعضه صاحبنا الفقيه العلامة الأصيل الحاج الرحال أبا الحسن سيدي علي بن أحمد الخزرجي الشامي حفظ الله كماله وبلغه آماله خاطبني بقصيدة من نظمه أسماها الله ألم فيها بذكر هذا الموضوع بما يقتضيه شرف خلاله وكرم جلاله وأشار فيه إلى نقص العزم الرحلة التي نويت إذ ذاك للمكان الشريف لا حرمنا الله من مشاهدته عن قرب في حفظ وعافية بمنة ويمنة. وهي هذه وأنشدنيها من لفظه وكتبها بخطه وأرسلها إلي شكر الله صنيعه:
أمفتي الغرب أبدعتم طرازا ... نثرتم فيه أزهار الرياض
ونظمتم عقودا من لآل ... لجيد حلي المآثر من عياض
وأورقتم غصون علاه لمّا ... سقاها فكرم سقي الحياض
ونمقتم مطارف ما رأينا ... كطرتهم سوادا في بياض
وناديتم عقائلها فذلت ... شوامسها إليكم باتياض
وأسستم من الآثار طرا ... قواعد لا تساوم بانتقاض
لك التبريز في العلياء فاقض ... على علمائها ما أنت قاضي
1 / 19