وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)(1) الآية. فنفى(2) سبحانه الإيمان عمن هذا شأنه، ولو كانت موادته (3)ومحبته، ومناصحته لأبيه وأخيه(4) ونحوهم(5)، فضلا عن غيرهم.
وقال تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)(6).
قال ابن عباس: (ولا تركنوا) قال: لا تميلوا (7). وقال عكرمة (8): أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم (9). معنى(10) (أو تصطنعوهم) أي: تولونهم (11) الأعمال. كمن يولي الفساق والفجار.
وقال الثوري (12) ومن لاق (13)لهم دواة أو برى لهم قلما، أو ناولهم قرطاسا دخل في هذا(14).
قال بعض المفسرين في الآية: والنهي(15) متناول للانحطاط في هواهم(16)، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم، ومجالستهم وزيارتهم، ومداهنتهم والرضى بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيي بزيهم، ومد العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم.
وتأمل قوله: (ولا تركنوا) والركون(17): هو الميل اليسير.
Shafi 18