Arbacin Mughniyya
كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
Nau'ikan
879- أخبرنا الشيخ المسند أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم بن عباس القرشي بقراءتي عليه غير مرة قال: أنا أبو محمد بن عبد الوهاب بن ظافر الأزدي، أنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ السلفي، أنا أبو الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان، أنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي، ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، ثنا وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بل شبل، عن طارق بن شهاب الأحمسي قال: ((كان لي أخ أكبر مني، وكان يكثر ذكر سلمان -يعني الفارسي رضي الله عنه-، وكنت أشتهي ألقاه لكثرة ذكر أخي إياه، قال: فقال لي ذات يوم: هل لك في أبي عبد الله قد نزل القادسية؟ قال: وكان سلمان إذا قدم من الغزو نزل القادسية، وإذا قدم من الحج نزل المدائن غاديا، قلت: نعم، فانطلقنا حتى دخلنا عليه من بيت القادسية، فإذا هو جالس بين يديه خرقة وهو يخيط زنبيلا، أو يدبغ إهابا، قال: فسلمنا عليه وجلسنا فإذا عنده علجة تعاطيه، فقال لي: إني أصبت هذه العلجة من المغنم أمس، وقد أردتها على أن تصلي الصلوات الخمس فأبت، فأردتها على أربع فأبت، فأردتها على ثلاث فأبت، فأردتها على صلاتين فأبت، وإني الآن لا أزيدها على صلاة واحدة وهي تأبى. قال طارق: فعجلت لحداثة سني وقلة فهمي، فقلت: يا أبا عبد الله وما يغني عنها صلاة واحدة؟ فقال: يا ابن أخي إن مثل الصلوات الخمس كمثل سهام الغنيمة، ومن يضرب فيها بخمسة خير ممن ضرب فيها بأربعة، ومن يضرب بأربعة خير ممن يضرب فيها بثلاثة، ومن يضرب فيها بثلاثة خير ممن يضرب بسهمين، ومن يضرب فيها بسهمين خير ممن يضرب فيها بواحد، وما جعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وإن الناس يصبحون يقترفون الذنوب، وإذا حضرت الظهر قام الرجل فتوضأ، فكفر الوضوء الجراحات الصغار، فإذا مشى إلى الصلاة كفر المشي أكبر من ذلك، فإذا صلى كفرت الصلاة ما كان قبلها، وذكر الصلوات كلها مثل ذلك، ومتى ما ترغب هذه في صلاة واحدة ترغب في سائر الصلوات، فإذا كان الليل كان الناس فيه على منازل، فمنهم من له ولا عليه، ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا له ولا عليه. قال طارق: فعجلت لحداثة سني وقلة فهمي، فقلت: يا أبا عبد الله وكيف ذلك؟ قال: أما من له ولا عليه؛ فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فقام فتوضأ وصلى، فذاك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فقام فمشى في معاصي الله عز وجل، فذاك عليه ولا له، ورجل قام حتى أصبح فذلك لا له ولا عليه. قال طارق: فقلت: لأصحبن هذا فلا أفارقه، قال: فضرب على الناس بعث فخرج فيه، فصحبته فكنت لا أفضله في عمل، إن عجنت خبز، وإن خبزت طبخ، فنزلنا منزلا فبتنا فيه، وكانت لي ساعة من الليل أقومها قال: فكنت أتيقظ لها فأجده نائما، فأقول صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مني وأنام ثم أقوم فأجده نائما فأنام، إلا أنه كان إذا تعار من الليل قال وهو مضطجع: سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، حتى إذا كان قبيل الصبح قام فتوضأ ثم ركع ركعات، فلما صلينا الفجر قلت: يا أبا عبد الله كانت لي ساعة أقومها، فكنت أتيقظها فأجدك نائما، قال: يا ابن أخي فأيش كنت تسمعني أقول؟ فأخبرته، فقال: يا ابن أخي تلك صلاة، إن الصلوات الخمس كفارات لما بينهن ما اجتنبت المقتل، يا ابن أخي عليك بالقصد فإنه أبلغ)).
880- أخبرنا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي محمد بن محمد القرامزي سماعا عليه، أنا إسماعيل بن إبراهيم التنوخي، أنا بركات بن إبراهيم القرشي، أنا هبة الله بن أحمد الأكفاني، ثنا أحمد بن علي الحافظ، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: أنشدني عبد الله بن محمد الأشعري المديني لمحمود -يعني الوراق-:
مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا ... وأصبحت في يوم عليك شهيد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة ... فثن بإحسان وأنت حميد
ولا ترج فعل الخير يوما إلى غد ... لعل غدا يأتي وأنت فقيد
فيومك إن أعتبته عاد نفعه ... عليك وماضي الأمس ليس يعود
Shafi 552