كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين
اعتنى بتخريجها والكلام عليها الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل ابن الأمير المرحوم بدر الدين كيكلدي العلائي الشافعي أثابه الله تعالى بمنه وكرمه آمين
رواية أم الهناء زينب الفصيحة بنت محمد بن أبي محمد علي المغيثي ووالدها عنه
Shafi 291
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أخبرنا الشيخ الإمام، العالم الأوحد، الحافظ أبو سعيد صلاح الدين خليل ابن الأمير المرحوم بدر الدين كيكلدي العلائي الشافعي -أبقاه الله- بقراءة الإمام المحدث نور الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن حسن الزرندي المدني بالمدرسة الشرابيشية من القاهرة في شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبع مئة، قال:
2- الحمد لله رب العالمين، لا رب سواه، خلق الإنسان فسواه، وأمده وقواه، ووفق من شاء وهداه، فأسبغ عليه جزيل نعماه، وأفاض عليه ملابس رضاه. وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة تنجي قائلها في أخراه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اجتباه، ورسوله الذي اصطفاه، ختم به النبوة والرسالة، وهدى به من الفتن والضلالة، وعلم به من الغي والجهالة، وحرسه من أعدائه وحماه، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، الذين هم في الخير أشباه، صلاة تبلغ قائلها مناه، وتجعل الجنة مثواه، وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
Shafi 293
3- فقد كثر من أئمة الحديث الأعلام، في القديم والحديث من الأعوام، تخريج أربعين حديثا عن خير الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، فمنهم من اعتبر ما يتعلق بمتونها من المعاني، إما في الفروع والأحكام، أو في الأصول والمباني، ومنهم من قصد الإسناد، وما يشتمل عليه من الأمور المعتبرة عند النقاد، فتباينت أغراضهم ومقاصدهم، وإن اتفقت مصادرهم ومواردهم، إذا لكل ناشئ عن الحديث الوارد في حفظ الأربعين، وما يترتب عليه من الثواب، وهو حديث ضعيف بجميع طرقه، كما بينته في غير هذا الكتاب، لكن ثم مأخذ آخر يرشد إلى ذلك، ويكون سببا لسلوك هذه المسالك، وهو ما في عدد الأربعين من الخصوصيات المعنوية، وكثرة اعتباره في الأحكام الشرعية، كما قد بسطت ذلك في مقدمة ((الأربعين الكبرى))، وبينت هنالك أن هذا المأخذ هو الأولى بالتقديم والأحرى، فإذا انضم هذا المعنى إلى العمل بالحديث الضعيف في الترغيب كان ذلك باعثا للقصد إلى التأسي بالأئمة المتقدمين، وكل منهم مصيب.
4- وممن خرج الأربعين على وجه يتعلق بالسند، وأتى فيه بما لم يسبقه إليه أحد: الإمام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي رحمة الله عليه، فإنه خرج أربعين حديثا عن أربعين شيخا، سمع من كل واحد منهم ببلد مفرد، أبان بها عن رحلة واسعة، وتجواب آفاق شاسعة.
5- ثم نسج على منواله عصريه الحافظ الكبير، الأوحد الشهير، أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي المعروف بابن عساكر، تغمده الله برحمته، وزاد عليه بأن أفرد لكل حديث صحابيا غير ما في الأحاديث الأخر، وذلك من سعة مروياته التي بها عرف واشتهر.
Shafi 297
6- ثم عمل صاحبهما الحافظ الزاهد أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي ((الأربعين الكبرى)) المشتملة على تباين أسانيدها من أول كل سند إلى منتهاه، مع سماع كل حديث منها ببلد منفرد، وكثر من الطرق والروايات، والشواهد والمتابعات، ولم يتأت لغيره قبله ولا بعده سلوك هذه الطريق، ولا ولج أحد هذا المجال المضيق، وإن كان قد تكرر عليه فيها اسمان غفل عنهما، ولم يحترز منهما.
7- وعمل قبله الإمام أبو الفتوح الطائي رحمه الله أربعين حديثا لأربعين شيخا عن أربعين صحابيا فقط، وزاد على من تقدم بتراجم مختصرة للصحابة الذين أخرج عنهم، وكلام يسير على متونها، ثم أردف كل حديث منها بحكاية وإنشاد مرويين.
Shafi 298
8- وقد وقع لي سماعها عاليا مع بقية الأربعينات المشار إليها إلى أعداد كثيرة من الأربعينات المخرجة، ولله الحمد والمنة.
9- وكنت قد أولعت بتخريج أربعينات مختلفة الأنواع في تعيينها، راجع جميعها إلى ما يتعلق بمتونها، منها ((الأربعون الكبرى)) يسر الله إتمامها، و((الأربعون الصغرى)) و((الأربعون الطوال))، وكتاب ((الأربعين في أعمال المتقين))، وغير ذلك.
Shafi 299
فلما كان عام أربعين وسبع مئة تحركت الهمة إلى تخريج أربعين حديثا لموافقة عدد السنة، فاستخرت الله تعالى، وخرجت في هذا الكتاب أربعين حديثا على نحو ما تقدم من طريق الإمام أبي الفتوح الطائي، لكن زدت عليه بالتزام عدم التكرار في الشيوخ المروي عنهم الحكايات والأشعار، بحيث يتصحل من مجموع ذلك التخريج عن مائة وعشرين شيخا. وبدأت قبل ذلك برواية حديث: ((إنما الأعمال بالنيات))، عن أربعين شيخا آخرين أيضا، لما روي عن جماعة من الأئمة من استحباب البداءة به في أوائل الكتب، كما فعل الإمام البخاري -رحمة الله عليه- أول ((صحيحه))، ولم يكن تقديمه أول الأحاديث لكونه ليس من رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فبدأت به أولا.
10- ثم ختمت الكتاب بأربعين حديثا في الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن أربعين شيخا آخرين أيضا، لتتم الرواية بها عن مائتي شيخ في خمسة أعداد من الأربعين.
11- وربما تكرر ذكر بعض الشيوخ في أثناء بعض الأسانيد، إما لتعلية ما قبله، أو لاتصال السند، ولا يضر ذلك، لأن المقصود بالاعتبار إنما هو الشيخ المبدوء به ذلك المروي، إما من الحديث أو الدعاء أو الحكاية أو الإنشاد.
12- ولم أشتغل هنا بسياق حديث: ((من حفظ على أمتي أربعين حديثا))؛ لأني استوعبت طرقه والكلام عليها في ((الأربعين الكبرى)) وغيرها.
13- ولم أستوعب الكلام على تراجم الصحابة المروي عنهم الحديث، ولا المباحث المتعلقة بمتنه لئلا يطول الكلام، ويخرج عن سنن النظام، بل اقتصرت على نبذ مختصرة، والإشارة إلى نكت محبرة، ويسير من المباحث المعتبرة، ليكون الكتاب شاملا للنوعين، وجامعا للحسنين، فقد قال بعض الأئمة المتقدمين: ((الفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم)). والله تعالى المسؤول أن يجعل ذلك خالصا لوجهه، موجبا لمرضاته، مباعدا عن ناره، مقربا إلى جنانه، بمنه وكرمه وفضله ونعمه.
Shafi 301
ذكر حديث: ((إنما الأعمال بالنيات))
14- أخبرنا شيخنا العلامة الرباني، طراز العلماء، شيخ المذهب، أبو إسحاق إبراهيم ابن شيخ الإسلام أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري البدري، نضر الله وجهه، قراءة عليه وسماعا بانتقائي عليه، والفقيه أبو العباس أحمد ابن أبي بكر [بن] علي بن جعوان الديري الشافعي، والمقرئ أبو الفرج داود بن محمد بن عربشاه بن أبي بكر الهمداني، والعدل أبو القاسم بن عبد السلام ابن أبي عبد الله بن المصلي، وأبو القاسم سالم بن عبد الله الأغزازي سماعا عليهم، قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعيش البغدادي بقراءتي عليه، أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنجروذي، أنا الحاكم أبو أحمد محمد ابن محمد بن إسحاق الحافظ، أنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، ثنا عبد الجبار بن العلاء، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: سمعت يحيى بن سعيد -يعني الأنصاري- (ح).
Shafi 302
15- وقرأت على الإمام أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود الدمشقي المعروف بابن العطار، قلت له: أخبرك العلامة الرباني أبو زكريا يحيى بن شرف ابن مرا النواوي رحمة الله عليه، أنا الحافظ أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعد النابلسي، أنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أنا محمد بن الباقي الأنصاري، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، أنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، أنا ابن المبارك، عن يحيى بن سعيد (ح).
Shafi 303
16- وأخبرناه عاليا من هذه الطريق أبو محمد حمزة بن عبد الله بن حمزة ابن أحمد بن عمر المقدسي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عسكر بن شهاب القصيري بقراءتي على كل منهما، قال الأول: أنا أبو الحسن علي بن يوسف ابن أبي الحسن الصوري، والثاني: أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن أبي الفضل المرسي قالا: أخبرتنا أم المؤيد زينب ابنة عبد الرحمن بن الحسن الشعري، قال الصوري أيضا: أنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، قالا: أخبرتنا فاطمة بنت علي بن المظفر البغدادي، قالت: أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، أنا أبو العباس الحسن ابن سفيان، ثنا حبان بن موسى، وعبد الله بن محمد بن أسماء قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن سعيد (ح).
Shafi 304
17- وأخبرنا أبو بكر يوسف بن محمد بن محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي بقراءتي عليه بحلب قال: أنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري، أنا عبد الله بن أحمد ابن أبي المجد الحربي، أنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، أنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا سفيان -هو ابن عيينة-، عن يحيى-يعني ابن سعيد- (ح).
Shafi 305
18- وأخبرنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن سليمان بن سومر الزواوي المالكي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنا شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام ابن أبي القاسم السلمي، أنا الحافظ أبو محمد القاسم ابن علي بن الحسن، أنا أبي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن عساكر، أنا هبة الله بن محمد بن الحصين، أنا محمد بن محمد بن غيلان، أنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن ربح البزار قالا: ثنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد (ح).
19- وأخبرنا الفقيه أبو العباس أحمد بن عمر بن عثمان الحنفي بقراءتي عليه قال: أنا العلامة أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشافعي ابن الصلاح، أنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي، أنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، أنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر ابن أبي إسحاق المزكي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج قالوا: أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، أنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا يحيى بن سعيد (ح).
Shafi 306
20- وأخبرنا المشايخ الجلة الصالح أبو بكر [بن] محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الجبار المقدسي، وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الصرخدي، والزاهد أبو عبد الله محمد بن أبي الزهر بن سالم ابن أبي الزهر الغسولي، والعابد أبو العباس أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن محمد ابن إبراهيم المقدسي، والعابد أبو بكر أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي، والفقيه أبو محمد عبد المحسن بن إبراهيم بن خولان الصالحي، والأمير أبو المعالي محمد بن عبد الملك بن إسماعيل ابن أبي بكر بن أيوب بن شاذي، وأبو البقاء محفوظ بن علي بن عمر بن أبي الحسن الموصلي، وأبو العباس أحمد بن النجيب بن سعيد بن الإخلاطي، وأحمد بن السيف محمد بن أحمد بن عمر ابن الشيخ أبي عمر المقدسي، وأبو محمد عبد الرحمن ابن أحمد بن محمد بن يونس الحداد، وأم محمد زينب ابنة عمر بن عباس بن عجرمة النحات، وأم عبد الله آمنة بنت إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي، وأم محمد أسماء بنت محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي، وأم محمد فاطمة بنت العز إبراهيم بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر المقدسي، وأم محمد سارة بنت العز عمر بن أحمد بن عمر المقدسي، وفاطمة بنت عبد الدائم بن أحمد بن عبد الدائم الفندقي رحمهم الله أجمعين قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا كلهم: أنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي سماعا عليه، وقال الأولان وزينب بنت عمر أيضا: أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي، وقال الأول أيضا: أنا أبو عبد الله محمد ابن عبد الهادي المقدسي، وأبو إسحاق إبراهيم بن خليل الدمشقي حضورا قالوا أربعتهم: أنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقدسي حضورا، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين الآجري بمكة، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زهير بن معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: سمعت علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ح).
21- وأخبرنا أعلى من هذه الروايات كلها أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن صصري التغلبي، وأبو محمد عبد الرحيم بن يحيى بن المفرج بن علي بن مسلمة الأموي سماعا وقراءة، قال الأول: أنا أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن هلال الأزدي سماعا، والثاني: أنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني حضورا قالا: أنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي ابن عساكر (ح).
Shafi 308
22- وأخبرنا الإمام أبو الغنائم سالم بن عبد الرحمن القلانسي الشافعي، وأبو عبد الله محمد ابن شيخنا أبي بكر [بن] أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي، وأبو محمد عبد الرحمن ابن شيخنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الصالحي، وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الراحم القواس، وعتيق أبيه سنجر بن عبد الله الأنطاكي بقراءتي على الأول، وسماعا على الباقين قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم المقدسي، أنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة الأمين (ح).
23- وأخبرنا العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد ابن أبي العز الحنفي الحاكم، والإمام أبو بكر بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن نصر الله الحموي الخطيب، والإمام أبو الحسن علي بن محمد بن سلمان بن حمايل الدمشقي الأديب بقراءتي على كل منهم بطريق الحج قالوا: أنا العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي وغيره، أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد قالوا ثلاثتهم: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: ثنا عبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن ربح البزار قالا: ثنا يزيد بن هارون، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري (ح).
Shafi 309
24- وقرأت على أم محمد عز النساء بنت علي بن هبة الله بن خلدون، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري، وأبي محمد عبد اللطيف ابن محمد بن علي ابن القبيطي قالا: أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ابن البطي، وقال الكاشغري أيضا: أنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن تاج القراء قالا: أنا مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الصلت المجبر، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا المحاربي - يعني عبد الرحمن بن محمد-، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه -زاد يزيد بن هارون: على المنبر- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنية - وفي رواية بعضهم: ((بالنيات)) وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها .. .. )) -وعند بعضهم: ((ينكحها))- فهجرته إلى ما هاجر إليه)).
25- هذا حديث صحيح، جليل كبير، اتفق الأئمة قاطبة على صحته وتلقيه بالقبول، وإن كان قد انفرد بروايته علقمة بن وقاص عن عمر رضي الله عنه، ومحمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة، ويحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم، وإنما اشتهر عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو الأنصاري المدني، قاضي الهاشمية، فرواه عنه جم غفير، .. .. ..
Shafi 310
ولا يصح أيضا عن صحابي غير عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو صحيح غريب في أول سنده، ثم مشهور أو متواتر عن يحيى بن سعيد .
Shafi 311
26- و[لهذا] بدأ به الإمام البخاري ((صحيحه))، فرواه عن أبي بكر الحميدي، عن سفيان بن عيينة.
27- ثم أخرجه في (الإيمان) عن القعنبي.
28- وفي (النكاح) عن يحيى بن قزعة، كلاهما عن مالك بن أنس الإمام.
Shafi 312
29- وفي (العتق) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري.
30- وفي (هجرة النبي صلى الله عليه وسلم) عن مسدد بن مسرهد.
31- وفي (ترك الحيل) عن أبي النعمان محمد بن الفضل عارم، كلاهما عن حماد بن زيد.
32- وفي (الأيمان والنذور) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الوهاب الثقفي.
Shafi 316
33- وأخرجه مسلم في (الجهاد) من ((صحيحه)) عن القعنبي، عن مالك، وعن محمد بن رمح، عن الليث بن سعد. وعن أبي الربيع الزهراني، عن حماد بن زيد. وعن أبي موسى محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي. وعن إسحاق بن راهويه، عن أبي خالد الأحمر. وعن محمد بن عبد الله بن نمير، عن حفص بن غياث، ويزيد بن هارون. وعن أبي كريب محمد بن العلاء، عن ابن المبارك. وعن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة.
34- ورواه أبو داود في (الطلاق) من ((سننه)) عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري.
35- والترمذي في (الجهاد) من ((جامعه)) عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب الثقفي.
36- وأخرجه النسائي في (الطهارة) من ((السنن)) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد. وعن سليمان بن منصور، عن ابن المبارك. وعن إسحاق بن راهويه، عن أبي خالد الأحمر. ونازلا عن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم، وعن عمرو بن منصور، عن القعنبي، كلاهما عن مالك.
Shafi 317
37- ورواه ابن ماجه عن محمد بن رمح، عن الليث بن سعد. وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون.
عشرتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
Shafi 318
38- فوقع لنا في رواية يزيد بن هارون الأخيرة بدلا لمسلم وابن ماجه عاليا.
39- وعاليا عن طريقي النسائي النازلين بثلاث درجات، فلله الحمد والمنة.
40- والكلام على إسناده، وفوائد متنه طويل، وهو مستوفى في الحديث الأول من ((الأربعين الكبرى))، وبالله سبحانه التوفيق.
41- قال أبو يعقوب البويطي: سمعت الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول: ((يدخل في حديث: الأعمال بالنيات، ثلث العلم)).
42- وروينا عن أبي الوليد ابن أبي الجارود المكي قال: حدثني أحمد ابن عبد الله بن قنبل قال: سمعت محمد بن إدريس -يعني الشافعي- رحمة الله عليه وذكر النية في الأعمال، فذكر حديث مالك، عن يحيى بن سعيد، ثم قال: على أهل العلم أن يحفظوا هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه معنى ما أمر الله به العباد من الإخلاص فقال: {ألا لله الدين الخالص}، وقال: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}، وكل الأعمال من الفرائض لا تكمل إلا بالإخلاص، وهو القصد والنية في العبادة، وكذلك أعمال النوافل لا تكمل إلا بالإخلاص.
Shafi 321