236

Arbacin Mughniyya

كتاب الأربعين المغنية بعيون فنونها عن المعين

Nau'ikan

842- ولم يرو عن أحد من الصحابة إنكار ذلك ولا نفيه ولا تأويله، بل اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة الإسراء، ولم يختلفوا في هذه، ودل اختلافهم على أن اختلافهم على أن الرؤية ممكنة، إذ لو كانت مستحيلة لما اختلفوا في وقوعها، بل عدلوا إلى كونها مستحيلة، ومن المحال أن يتفق الصحابة على جهل هذه الاستحالة وتعلمها المعتزلة، معاذ الله من ذلك. فهذا إذا انضم إلى ظاهر القرآن في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة}، وقوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، وقوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، وثبت في التفسير مرفوعا وموقوفا أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله سبحانه، أفاد العلم القطعي بوقوع ذلك للمؤمنين جعلنا الله منهم بفضله وكرمه.

843- ثم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جرير وغيره: ((لا تضامون في رؤيته، أو لا تضارون في رؤيته)) يمنع تأويل ذلك على العلم، وقد روي كل من هذين اللفظين بضم التاء مع تشديد الميم والراء وتخفيفها، وبفتح التاء فيهما مع التشديد في الميم أو الراء، فيكون على هذه الرواية أصله ((تضامون وتضارون)) أي: لا ينضم بعضكم بعضا، أي: لا تختلفون في رؤيته حتى يضم بعضكم بعضا أو يضره ويجادله فيها، كما يفعل في رؤية الهلال ونحوه، ولأن انضمام بعض الرائين إلى بعض إنما يكون عند المرئي في جهة، والله سبحانه منزه عن ذلك.

Shafi 539