ابتسم المير قاسم لبو ناصيف وقال له: زاد فضلك يا عم. أكلنا من خيرك. كيف حالكم؟ - العفو، كله من خير سيدنا المير، اللحم الذي على أكتافنا من خير سعادته ... فلولا حكمه العادل ما بقي عندنا غلة، ولكنه - طول الله عمره - ربى القمل في رءوس
7
عصابة الشدياق سركيس، وأراحنا من شرها. - إذن أنتم في راحة؟ - الحمد لله، الحمد لله ألف مرة. تأمل هذا الكرم. كرم على درب، وعناقيده ما قطف منها واحد، هذا كله من الأمن والحكم العادل.
فالتفت الأمير قاسم إلى أحد مرافقيه وقال له: فلاح نبيه، يصلح خطيبا في قاعة العمود.
8
فأجابه ذاك: ليست الفصاحة وقفا على المتعلمين، ففي الأميين من هو أبرع وألسن.
وهرول أبو ناصيف وقطف بضعة عناقيد وقدمها بيديه الثنتين للأمير على أنه لا يعرفه، فأخذ الأمير حبتين وأكلها ثم قال: الله يفيض رزقك.
فأجاب أبو ناصيف بوداعة وسذاجة: حلت البركة.
وانحدر المير نحو النهر، وراح أبو ناصيف صوب القطين. سار فوق الطريق يرافق الموكب عن كثب،
9
Shafi da ba'a sani ba