العقيدة في الله
العقيدة في الله
Mai Buga Littafi
دار النفائس للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الثانية عشر
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
Inda aka buga
الأردن
Nau'ikan
صورة مرئية تبصرها العين بوضوح.
وتلك التنظيمات العجيبة للعدسات والأعواد والمخروطات والأعصاب لا بدّ أن تكون قد حدثت في وقت واحد.. إذ إنه إذا لم توجد جميعها معًا في وقت واحد فإنّ الإبصار يصبح مستحيلًا، فكيف استطاعت جميع هذه العوامل أن يُكمّل بعضها بعضًا في وقت واحد؟
إنّ العلوم الرياضية تقول لنا: إن حدوث هذه الأشياء دفعة واحدة عن طريق المصادفة أمر مستحيل، إن آلة التصوير التلفزيونية ما هي إلا محاكاة بدائية لعملية الإبصار التي تتم عن طريق العين، بل كل ما ابتكره الذهن البشري من اختراعات ما هو سوى محاكاة بدائية لما هو موجود في الخلق، وإذا كانت آلة التصوير البسيطة يلزمها فكر وعقل لابتكارها، فهل من المعقول أن تكون العين في الإنسان وغيره من الحيوانات تكونت عن طريق المصادفة؟
ومن العجيب أنّ كلّ من هو في حاجة إلى الإبصار من الحيوانات خلق الله له عيونًا يرى بها، ولو أنّ تلك العيون قد تختلف في تركيبها عن عيوننا اختلافًا كبيرًا، ولكنّها توصل إلى الهدف نفسه وهو الإبصار، فنجد في دودة الأرض مثلًا خلايا في جلدها ذات حساسية للنور والظلام، وهذا هو كلّ ما تحتاج إليه مثل هذه الدودة التي تعيش في الأنفاق من الطين داخل التربة.
وللحشرات عيون تختلف في تركيبها عن عين الإنسان أو القرد أو البقرة أو السلحفاة أو السمكة، ولكن على الرغم من هذا الاختلاف إلا أن الحشرات ترى بها الأشياء التي تنظر إليها، واختلاف الوسائل مع تشابه الهدف لا يمكن أن يأتي عن طريق المصادفة؛ بل يأتي نتيجة لتخطيط يقصد من ورائه الوصول إلى هدف معين.
ولقد منح الله كلّ كائن حيّ من الحواس والإدراك على قدر حاجته فالذبابة المنزلية مثلًا بحاجة إلى عين ترى بها الغذاء، وتدرك أيّ حركة يقصد بها الاعتداء على حياتها؛ ولذا فقد زودها الخالق كما هي الحال في معظم الحشرات بزوج من العيون المركبة؛ إذ إنّ كلّ عين من هذه العيون مكونة من مئات الوحدات المتشابهة المتراصة بعضها بجوار بعض، كلّ وحدة من هذه الوحدات المتشابهة المتراصة بعضها بجوار بعض، كلّ وحدة
1 / 159