135

المنصوري في الطب

المنصوري في الطب

ليتوق من الشمس الصيفية والغبار والدخان، وإدمان النظر إلى الألوان البراقة وطول النظر إلى شيء واحد كالباهت، والانكباب على الخط والنقوش الدقيقة، وكثرة البكاء، والنوم الطويل على القفا، واستقبال الريح الباردة زمانا طويلا، والأغذية المجففة جدا كالعدس والمالح، والإلحاح على الجماع. ويضر بالبصر أيضا السكر الدائم والشراب والأغذية الغليظة والحريفة كالبصل والخردل والثوم والجرجير. والمصدعة كالتمر والكراث والحلبة والحندقوقا، والباذروج خاصة إن أكثر منه أظلم البصر. وكذلك الكرنب والعدس. والإكثار من النوم أو من السهر. وينفع البصر أن يستعمل في بعض الأحوال الإكحال التي تدر الدموع ويحفظ عليها صحتها. ويمنع نزول المواد إليها. وينفع من ذلك أن يداف الحضض في الماء ويقطر فيها في الشهر ثلاثة مرات فإنه يمنع من نزول المواد إليها. ومما يجلوها أن يغوص الإنسان في ماء صاف ويفتح العين فيه مدة طويلة فإنها تصفو وتقوى. وقد يقوي العين تعاهد القراءة بالكتب غير الدقيقة وحملها على استخراج ما في الكتب الدقيقة والنقوش في بعض الأحوال. ومما يحفظ على العين صحتها ويجلوها التوتيا المربى بماء المرزنجوش. ومما يجلوها الاكتحال بماء الرازيانج الطري أو ببرود ماء الرمان. وهذه نسخته: يؤخذ رمان حلو ورمان حامض صادق الحموضة فيعصران على حدة وتجعل العصارة في الشمس في قنينتين مسدودتي الرأسين من أول حزيران إلى آخر آب. ويصفى كل شهر عن الثفل. ثم يجمعان بالسوية. ويؤخذ لكل رطل منهما من الصبر والفلفل والدار فلفل والنوشادر من كل واحد درهمان. تسحق وتطرح فيه ثم يرفع. فإنه كلما عتق جاد. ويغمس فيه الميل ويقطر في العين فإنه عجيب في جلاء العين. صفة كحل يحفظ على العين صحتها ويمنع أن تسرع إلى قبول النوازل: يؤخذ الإثمد فيغسل في الهاون بالماء مرات ثم يسحق بماء المطر اسبوعا وكذلك يفعل بالتوتيا ثم يؤخد من ذلك الكحل وزن عشرين درهما، ومن تلك التوتيا ومن اقليميا مغسولة من كل واحد اثنا عشر درهما ومن المرقشيثا المغسولة ثمانية دراهم ومن اللؤلؤ الصغار ومن البسد من كل واحد درهمين. ومن الساذج الهندي ومن الزعفران من كل واحد درهم. ومن الكافور ثلاثة دراهم ومن المسك دانق. تسحق الأحجار إذا جمعت ثلاثة أيام بماء المطر ثم يجمع الجميع ويعاد سحقه ويرفع ويمر منه على الأجفان غدوة وعشية.

في حفظ السمع:

ينبغي أن يعنى بتنقية الوسخ منه على ما ذكرنا في بابه وتجتنب الأغذية الغليظة ويقطر فيها كل أسبوع شيء من دهن اللوز المر. ومما يحفظ به الأذن من الوجع أن لا يستقبل بها الريح الباردة مدة طويلة. وأن يحفظ أن يدخلها شيء أو يخرج فيها بثر. وذلك يكون بأن يداف شيء من أشياف ماميثا في خل ويقطر فيها متى خيف ذلك ورأى في الوجه ونواحيه بثور تخرج أو أحس فيها بابتداء توجع وكان ذلك مع التهاب في الرأس والوجه. وأن يقطر منه في كل أسبوع مرة في حال الصحة مع قبولها للنوازل وليحذر التخم والنوم على التملي.

في الاحتراس من الأمراض المعدية:

ينبغي أن يفر من البلاد التي يقع فيها الطاعون والموتان. فإن كان منزلا أو عسكرا فليكن الموضع في علو وفوق الريح. ومما يعدي الجذام والجرب والحمى الوبائية والسل والنقرس إذا جلس مع أصحابها في البيوت الضيقة وعلى الريح. والرمد ربما أعدى بالنظر إليه. والقروح الكثيرة الرديئة ربما أعدت. وبالجملة فكل علة لها ننتن وريح فليتباعد عن صاحبها أو يجلس منه فوق الريح.

في الوباء والاحتراس منه:

Shafi 225