والقول التاسع: أنه مشتق من العرب، وهو النشاط قال النابغة الذبياني:
والخيل تمزع عربًا في أعنتها ... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البردِ
وقد رواه الناس قاطبة بالغين معجمة إلا أن الخليل أورده في باب العين، وقد نوزع فيه، ووجه هذا الاشتقاق أنهم سموا بذلك لنشاطهم إلى إحراز المآثر، وتسرعهم إلى معونة الثائر وإجابة دعاء الجار المجرور، واشتياقهم إلى اغتنام الثناء، وإدراك مناقب الكرماء، كما قال شاعرهم:
ومستنبحٍ قال الصدى مثل قوله ... حضأتُ له نارًا لها حطبٌ جزلُ
وقمت إليه مسرعًا فغنمته ... مخافة قومي أن يفوزوا به قبلُ
والقول العاشر: أنه مشق من العرب وهو يبيس البهمى، وأحدتها عربة وقال أبو زياد - وهو يزيد بن عبد الله بن الحارث بن همام بن دهر بن ربيعة بن عمرو بن نفاثة بن عبد الله بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة - إن البهمى خير أحرار البقل رطبًا ويابسًا.
ووجه هذا الاشتقاق أنهم سموا بذلك لأنهم من البشر بمنزلة البهمى من البقل. ويكون فيه وجه آخر أقوى من هذا وهو أن يبيس البهمى هو سفاها، والعرب تضرب به المثل في حدة شوكه، وتذلق غربه، حتى أنهم يسمونه نصالًا، قال القحيف العقيلي:
على كل ذيال أطار نسيله ... عياب الحيا والخصب حتى تفيلا
رعى الروض والقربان حتى إذا رأى ... نصال السفا من حيث ركبن نصلا
وقال الآخر، وأنشده ابن الأعرابي: إذا استنصل الهيف السفا برحت به عراقية الأقياظ نجد المرابع
1 / 113