فيكونون سموا بذلك لحدة شجاعتهم، ونفوذ عزائمهم، وقد قيل في العرب إنه بالغينمعجمة، والعين أثبت.
والقول الحادي عشر: أنه مأخوذ من التعريب، وهو الجبه بالغلط والرد، ومنه قول عمر: ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن لا تعربوا عليه؟ فقالوا: نخاف لسانه. قال ذلك أدنى أن لا تكونوا شهداء، رواه أبو عبيد وابن الأعرابي وغيرهما. ومعنى تعربوا عليه أي تردونه، وتدفعون قوله. وقال أوس بن حجر:
ومثل ابن عثم إن ذحول تذكرت ... وقتلي تياس عن صلاح تعربُ
ابن عثم: أحد بني جشم بن سعد. وتياس: أرض التقت فيها بنو سعد وبنو عمرو وكانت المعلاة لبني عمرو، قوم أوس يقول: فمثل هذه القتلى يمنع تذكره من الصلح.
ويكون وجه هذا الاشتقاق أنهم سموا بذلك لأنهم يردون حكومة الظالم، ويعصون أمر الغاشم.
والقول الثاني عشر: أنه مشتق من العبة، وهو النهر الشديد الجري، عن ابن دريد. ووجه هذا الاشتقاق أنهم شبهوا بالماء الجاري في قوة مسيله. وأعتياص رده وجره ما وجد في جريته.
فأما العربة لهذه المنصوبات على دجلة والفرات فمولد، إلا أن ثعلبة قد ذكره وصححه وقال: سميت بذلك من العربة وهو الشديد الجري من الأنهار، ولذلك لسرعة مدارها واتصال جريانها.
والقول الثالث عشر: أنه مشتق من التعريب، وهو مداواة للخيل بالنار، تسمى التبزيغ، وسميت العرب من ذلك لبلوغهم في شفاء الصدور بدرك الثأر، وإحكام ما عقدوه
1 / 114