حجازا لأنه حجز بين الغور ونجد. وكذلك تسمي العرب كل جبل يحتجز بين أرضين حجازًا، قال حربث أبن عتاب بن مطر بن كعب بن عوف بن عنين بن غوث بن نابل بن نبهان - واسمه أسود - بن عمرو بن الغوث بن طيء - وهو جلهمة - بن أددٍ:
لنا نسوةٌ لم يجر فيهن مقسما ... خميس ولا بعد التساهم مربع
حماهن من نبهان جمع عرموم ... وصم العوالي والحجاز الممنع
يرى خارجيًا لا يزال إذا بدا ... تشير لهم عين إليه وإصبع
يعني بالحجاز هاهنا جبل طيءٍ، والخارج عنى به أنه ظهر وبدا للعيون.
قال: وسمت ما خلف ذلك الجبل في غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الاشعرين وعك وكنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما صاقبها وغار من أرضها: الغور غور تهامة، تجمع تهامة ذلك كله.
قال: وسعت ما دون الجبل في شرقيه من الصحارى النجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها: نجدًا، ويسمى جلسًا أيضًا. إلا في قول أبي عبد الله محمد بن الأعرابي مولى مجالد، ومجالد مولى المنصور أبي جعفر فإنه ذكر أن المدينة هي جلس دون ما سواها، وذلك لارتفاعها عن الغور، وانخفاضها عن نجد، ذهب أبو عبد الله إلى أنها سميت بذلك جلس لانخفاضها، وقد يجوز أن تكون سميت جلسًا لارتفاعها من قولهم: ناقة جلس، أي كوماء مشرفة قال مرة بن محكام السعدي:
فصاف السيف منها ساق متليةً ... جلس فصادف منها ساقها عطبا
وقال غيلان - وهو شاهد في الغريب -: يدعن الجلس نحلًا قتالها أي يتركن الناقة الضخمة ناحلة ضئيلة الجسم لشدة السير، والقتال والنفس. قال: وسموا
1 / 94