سالم ( مولى هشام ) يا ابا الحسين لا يظهرن هذا منك فخرج من عنده وسار الى الكوفة.
( ثانيها ) أنه كان سبب خروجه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث شاعت المحرمات والفسق والفجور في عصر بني أمية.
روى الخوارزمي في كتاب المقتل عن جاب الجعفري أنه قال : قال لي محمد بن علي الباقر عليهما السلام ان أخي زيد بن علي خارج مقتول وهو على الحق فالويل لمن خذله والويل لمن حاربه والويل لمن يقتله قال جابر فلما أزمع زيد بنعلي على الخروج قلت له أني سمعت أخاك يقول كذا وكذا فقال لي يا جابر لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم الى الجبت والطاغوت وذلك أني شهدت هشاما ورجل عنده يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت للاب وملك يا كافر أما أني لو تمكنت منك لاختطفت روحك وعجلتك الى النار فقال لي هشام مه عن جليسنا يا زيد فوالله أن لم يكن الا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى.
وقال ابن عساكر : قال محمد ابن عمير أن أبا الحسين لما رأى الأرض قد طوقت جورا ورأى قلة الأعوان وتخاذل الناس كانت الشهادة أحب الميتات اليه فخرج وهو يتمثل بهذين البيتين :
ان المحكم ما لم يرتقب حسدا * لو يرهب السيف أو وخز القناة صفا
من عاذ بالسيف لاقى فرجة عجبا * موتا على عجل أو عاش فانتصفا
--- ( 56 )
Shafi 55