هشام في أسفلها أرجع الى منزلك فيقول زيد والله لا ارجع الى خالد أبدا ثم اذن له يوما بعد طول حبس فرقى علية عالية وأمر هشام خادما ان يتبعه بحيث لا يراه زيد ويسمع ما يقول فصعد زيد وكان بادنا فوقف في بعض الدرجة فسمعه الخادم يقول ما أحب أحد الحياة الا وذل فأبلغ الخادم هشاما ذلك فعلم هشام أن في نفسه الخروج ثم دخل على هشام الى أن قال : فقال هشام لقد بلغني يا زيد أنك تذكر الخلافة وتتمناها ولست هناك وأنت ابن أمة الى آخر ما مر فقال له هشام أخرج قال أخرج ثم لا أكون غلا بحيث تكره فقال له سالم يا أبا الحسين لا يظهرن هذا منك فخرج من عنده وسار الى الكوفة ولما خرج من مجلس هشام أنشد :
شرده الخوف وازرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
منخرق النعلين ( الخفين ) يشكو الوجى * تنكبه اطراف مرو حداد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد
ان يحدث الله له دولة * تترك آثار العدا كالرماد
وفي رواية أنه نهض من عند هشام وهو يقول :
من أحب الحياة أصبح في قيد من الذل ضيق الحلقات
وأخرج ابن عساكر عن الزهري كنت على باب هشام ابن عبد الملك فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول والله ما كره قوم الجهاد في سبيل الله الا ضربهم الله تعالى بالذل وقال ابن الأثير قال له هشام أخرج قال أخرج ثم لا أكون إلا بحيث تكره فقال له
--- ( 55 )
Shafi 54