A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran
غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن
Mai Buga Littafi
دار الفاروق للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Inda aka buga
عمان
Nau'ikan
والسَّلام - بعد إغراقهم كان رغدًا واسعًا حسنًا بإيمان المؤمنين وخصب الأرض" (^١).
مَا رَأَى رَسُولُ الله - ﷺ - النَّقِيَّ (الدَّقيق المنقَّى)!
قوله ﴿فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (٤٧)﴾ فيه حُسْنُ تدبير عظيم من يُوسُفَ - ﵇ ـ، فقد أمرهم أن يتركوا الحبَّ في سُنْبلِه، لادِّخار القمح لهم، وادِّخار حطام السَّنابل من التِّبن وعصيف البُرِّ لسوائمهم وبهائمهم.
ومن الجدير معرفته أنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - أقام في المدينة المنوَّرة عشر سنين ولم يشبع من طعام بُرّ ثلاث ليال متوالية حتَّى فارق الدُّنيا، قالت عائشة ﵂: "مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - ﷺ - مُنْذُ قَدِمَ الْمدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِض" (^٢)
ويظهر أنَّ البُرَّ في المدينة كان قليلًا، وكان الأغلب الشَّعير، ومع هذا لم يشبع - ﷺ - من خبز الشَّعير حتَّى لحق بالله، أخرج البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ - ﵁ - أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ الله - ﷺ - مِنْ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ " (^٣)
وقد صحَّ أنَّ النَّبيَّ - ﷺ - ما رأى النَّقيَّ، أي خبز الدَّقيق الحُوَّارَى النَّظيف الأبيض المسمَّى الدَّرْمَك، المُنَقَّى دقيقُهُ، فلم يكن يعرف المناخل - ﷺ - من يوم بُعِثَ حتَّى لقي الله تعالى، وكذلك أصحابه ﵃، فقد كان أغلب طعامهم الشَّعير غير المنخول، ففي كتاب (الأطعمة) وتحت باب (ما كان النَّبيُّ - ﷺ - وأصحابه يأكلون) ورد أنَّ أبا حَازِمٍ سأل سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، وقال له:
" هَلْ أَكَلَ رَسُولُ الله - ﷺ - النَّقِيَّ؟ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا رَأَى رَسُولُ الله - ﷺ - النَّقِيَّ
(^١) البقاعي "نظم الدّرر" (ج ٥/ص ٥٤٣). (^٢) البخاري " صحيح البخاري" (م ٤/ج ٧/ص ١٨٠) كتاب الرّقاق. (^٣) البخاري " صحيح البخاري" (م ٣/ج ٦/ص ٢٠٥) كتاب الأطعمة.
1 / 110