A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
107

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Mai Buga Littafi

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Inda aka buga

عمان

Nau'ikan

مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ الله، قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله - ﷺ - مَنَاخِلُ؟ قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ الله - ﷺ - مُنْخُلًا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ الله حَتَّى قَبَضَهُ الله، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟! قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ، وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ (^١)، فَأَكَلْنَاهُ " (^٢) وقد أشكل على البعض كيف أنَّ النَّبيَّ - ﷺ - يطوي الأيام ذات العدد جوعًا، وهو بين أصحابه، ومنهم من يملك الأموال الجسام، كأمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرّحمن بن عوف، وغيرهم كثيرـ ﵃! وكيف يُوصَفُ النَّبيُّ - ﷺ - بذلك، وقد ثبت أنَّه لم يكن معوزًا ولا محتاجًا، فقد ساق - ﷺ - من الهدي مائة بدنة في السَّنة الَّتي حجَّ بها، ونحر منها بيده الشَّريفة ثلاثًا وستين بدنة، ثمَّ أعطى عليًّا فنحر ما بقي منها، وقسّمها على المساكين، فقد أخرج مسلم من حديث جابر - ﵁ ـ: " ... ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى المنْحَرِ فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ" (^٣) والجواب أنَّ عدم شبعهم لم يكن على كلِّ حالة ووجه، ولم يكن عن عوز وضيق، ولكنَّهم كانوا يؤثرون تارَة، وتارَة لكراهة الشَّبع والتَّوسُّع في المأكل والمشرب، وعلى هذه الخليقة كانت خلائق الصَّحابة ﵃. وحديث عائشة ﵂ فيه قيود، فقولها: "مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ - ﷺ - مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ" فيه أنَّ الشَّبع المنفي بقيد المدينة، فاستثنت بذلك ما كان قبل الهجرة، وقولها: "مِنْ طَعَامِ بُرٍّ " فيه استثناء لأنواع الأطعمة الأخرى، وقولها: "ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا" نَفَت الشَّبع على التَّوالي لا مطلقًا. * * *

(^١) بَلَلْنَاهُ وليَّنَّاه بالماء. (^٢) البخاري "صحيح البخاري" (م ٣/ج ٦/ص ٢٠٤) كتاب الأطعمة. (^٣) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٤/ج ٧/ص ١٩١).

1 / 111