وكان سليمان ولى رجلا من موالى معاوية، يقال له، أسامة بن زيد، من أهل دمشق، وكان كاتبا نبيلا، الخراج بمصر. فبلغه أن عمر بن عبد العزيز يقرصه، ويغمص عليه في سيرته. فقدم أسامة بن زيد على سليمان بمال اجتمع عنده، ووافقه على ما احتاج إليه، وعمل على الرجوع إلى عمله، وتوخى وقتا يكون فيه عمر عند سليمان. فلما بلغه حضوره مجلسه استأذن عليه، فلما وصل إليه، قال له: يا أمير المؤمنين، إني ما جئتك حتى نهكت الرعية وجهدت، فإن رأيت أن ترفق بها، وترفه عنها، وتخفف من خراجها ما تقوى به على عمارة بلادها، وصلاح معايشها، فافعل، فإنه يستدرك ذلك في العام المقبل، فقال له سليمان: هبلتك أمك، احلب الدر، فإذا انقطع الدم والنجا. فخرج أسامة بن زيد، فوقف لعمر بن عبد العزيز حتى خرج، فركب ثم سار معه، وقال له: إنه بلغني يا أبا حفص، أنك تلومني وتذمني، وقد سمعت اليوم ما كان من مقالتي لابن عمك، وما رد على، وعرفت عذري، فقال عمر: سمعت والله كلام رجل لا يغني عنك شيئا!
فلما توفي سليمان كتب عمر، وهو على قبره، بعزل أسامة بن زيد، وبعزل يزيد بن أبي
Page 42