[27]
مسلم، فاغتابه الناس وقالوا: هذا الحرص، ألا صبر حتى يدفن الرجل! فقال لما بلغه ذلك: إني والله خفت الله عز وجل، واستحييته أن أقرهما يحكمان في أمور الناس طرفة عين وقد وليت أمورهم.
أيام عمر بن عبد العزيز
وكان يكتب لعمر الليث بن أبي رقية، مولى أم الحكم بنت أبي سفيان. وكتب له أيضا رجاء بن حيوة، وخص به. وكان من كتابه إسماعيل بن أبي حكيم، مولى الزبير. وكان يكتب له ديوان الخراج سليمان بن سعد الحشني.
وكان عمر بن عبد العزيز يأمر كتابه بجمع الخط كراهية استعمال الطوامير، فكانت كتبه إنما هي شبر أو نحوه. فروى عن عبد الله أبي بكر بن حزم: أن أباه كتب إلى عمر بن عبد العزيز يسأله قراطيس، فكتب إليه عمر: أن دقق القلم، وأوجز الكتاب، فإنه أسرع للفهم. وكتب إلى عامل آخر، كتب إليه يطلب منه قراطيس، ويشكو قلتها عنده: أن دقق قلمك، وأقلل كلامك، تكتف بما عندك من القراطيس.
وقال ميمون بن مهران: قال عمر بن عبد العزيز - وقد كان قلده الخراج بالجزيرة، وبيت المال بحران -: يا ميمون، دع أربع خصال: لا تدخلن على سلطان أبدا ما أمكنك، وإن قلت آمره بالمعروف، وأنها عن المنكر، ولا تخلون بامرأة أبدا، وإن قلت أعلمها القرآن، ولا تكلمن بكلام تريد أن تعتذر منه، ولا تطلبن المعروف أبدا إلى من لا يضعه في أقاربه.
وقلد عمر بن عبد العزيز عمر بن ميمون بن مهران الجزيرة.
وكان عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أحص المخنثين بالمدينة. فصجف الكاتب، فقال: اخص. فجمع كل من قدر عليه منهم، فخصاهم جميعا.
وكان من كتابه الصباح بن المثنى، فروى أبو صالح عبد الله ابن صالح، كاتب الليث بن سعد، رسالة كتبها الصباح هذا عن عمر ابن عبد العزيز، إلى عياض بن عبد الله، ثم قال في آخرها: وكتب الصباح بن المثنى يوم الخميس لأربع خلون من ذي الحجة سنة تسع وتسعين.
وكان الصباح من جلة كتاب عمر وعليتهم.
Page 43