[26]
رأيت، وإنما كتبت إليه لأسمع الناس به، وقد علمت إنه لم يكن ليأخذني بشيء مما سمعت به، ولا بأمر أكرهه، فقال عمر: ما أجد في أمرك إلا حبسك، فاتق الله، وأد الأمانة فيما قبلك من المال، فإنها حقوق المسلمين، ولا يسعني تركها، وأمر بحبسه. فلم يزل في الحبس إلى أن حضرت عمر بن عبد العزيز الوفاة، فهرب يزيد من محبسه في سنة إحدى ومائة، لأنه كان يخاف يزيد بن عبد الملك، وكان سليمان ولاه العهد بعد عمر بن عبد العزيز، فأداه ذلك إلى المخالفة على يزيد ابن عبد الملك، وخلعه إياه، حتى سرح إليه الجيوش مع أخيه مسلمة ابن عبد الملك، فقتل يزيد وأكثر آل المهلب.
وكان ليزيد بن المهلب خاصة بسليمان، وكان يجلس على سريره، فإذا جاء سليمان تنحى يزيد بن المهلب عنه، وإن جاء يزيد بن المهلب وسليمان على السرير جلس معه.
وحكي أن سليمان بن عبد الملك قال ليزيد بن أبي مسلم: أترى صاحبك بلغ قعرها أم هو يهوي به؟ فقال: لا تقل ذاك يا أمير المؤمنين، فإنه والي وليك، وأخاف عدوك، وجعل نفسه لك جنة، ودينه لك وقاية، وإنه يوم القيامة لعن يمين أبيك، ويسار أخيك، فاجعله حيث شئت.
Page 41