============================================================
67 الوحيد في سلوك أهل التوحيد وإنما أعرضت عن تسميته وتسمية إخوان أعرفهم وصحبتهم وأعرف أحوالهم خشية على من لا يعرف منهم ما عرفت ولا يصفهم بالذي وصفت، فقد يقع منه ما وقع من غيره من الإنكار أو الاعتراض، فذلك شأهم في المتقدمين والمتأخرين.
وإنما لأهل كل زمان ما يخبر عن محاستهم إلى من سيأتي بعدهم وأهل زمانه نفسه ما يخبرهم عنهم إلا من يلحق هم وكان خاليا من الأغيار والحظوظ، فخشيت أن اكون ساك بكما لهم إلى النار في الوقيعة في أهل الله تعالى، وغيرة على هذه الطريق، فأنا تارة أذكر أسماءهم وتارة أسكث عنها في مواضع بحسب المذكورين، وإلا فهم كذلك.
وأخبرني عدل من أكابر العدول عن زين الدين عيسى الأرمنتي - وكان فقيرا وكان صاحبا لي، وكنت أعرف منه أحوالأ جليلة في أمر الرضا والصبر على القضاء، وكان اكثر الناس لا يعلمون ذلك - قال تقي الدين عبد الملك العدل: حصل علينا طلبة السلطان، وقدرر على كا واحد باسمه إحضار شيء، وإن لم يحضر ذلك الشيء ضرب، حتى أته ضرب في ذلك اليوم أكابر البلد ولا حاجة لتسميتهم، ولم يحصل لي القدر المطلوب مني فحصل عندي دهشة لكوني أضرب وهو شيء لا أعرفه قط ولا طاقته نفسي، وكذلك نفوس الفقهاء وأرباب الرئاسات لا يتحملون مثل هذه الأمور، وهو من الفقهاء.
فبينما أنا كذلك وإذا أنا بزين الدين عيسى بن مظفر(1) حضر فقال لي: ما لك هكذا؟ فقلت له: أما تنظر ما نزل بي؟ طولبت بكذا وكذا، وقد قرروا على من لم يحضر شيئا ضرب، وقد ضربوا فلائا وفلايا- الأكابر الذي ينتمي إليهم هو فسكت وخرج، فأورد ما كان قرر عليه فقالواء قد أورد زين الدين عيسى فقال لهم: هذا عن تقي الدين عبد الملك(2)، وأنا فما قدرت على شيء، فضرب ضربا شديدا، فتألمث لذلك ألما شديدا، فقال لي لا تتألم، فإني أرى أن الله تعالى قدر علي ذلك وأنا راض، فمالك آنت بذلك عادة.
وقد قلت: (1) اتظر: الوافي في الوفيات (2219/1) .
(2) هو الأرمنتي، وانظرة الوافي للصفدي (3094/1).
Page 57