============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد الصادق المحف لا يخشى من العار والعار في الحب أن يخلو من العار لا ستر في الحب إلا وهو فنهتك والستر فيه بأن يضحى به عار علامة الحب لا تخفى على أحد يفه بالماء أو يلتذ بالنار في القرب والبعد لا ينفك ذا حزن قد حاز عدلا عليه دمغه جاري إن كنت قوى الهوى فاسلك مسالكه ما بين سهل وأتعاب وأؤعاري والصبر بالله تعالى من المقامات العلية لكونه من مقامات رسول الله ، ففيه الأنس من الوحشة والقرب من البعد، وهو يسيتدعي الرضا.
الرض والرضا من المقامات العلية لقوله تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه [المحادلة: 22].
وهو من صفات رسول الله ، فقد كان يرضى بكل ما يرد من عند الله تعالى على كل حال ومع كل حال، وكل رضا حصل للأولياء بما يرد من القضاء فإنما هو بحسب ميرائهم من نبيهم ، والرضا يستوي عنده العذاب والعذوبة والحلاوة والمرارة والنقمة والنعمة، ويستوي عنده الحالات ويرتفع عنه المغايرات لرضاه بما يرد من القضاع ويعلم أنه مقدر وقوعه، وأن الله تعالى قدره وأراده، فلا يختار إلا ما يختار الله تعالى، ولا يرضى إلا ما يرضاه، فيقف مع ما يرد من غير زيادة ولا نقصان، مع إمساك الأوامر والوقوف عندها، فإن العبد يقف عند الأوامر ولا اعتراض له على مالكه.
وقد يدخل سلب الاختيار في الرضا، وهو من أعلى درجات الرضا:.
كايات في الرضا وقد تعرفت بفقير يسمى عامر بن نسيم- رحمه الله تعالى- أخبري الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي حقدس الله تعالى روحيهما- قال: كنا محتمعين أو مسافرين، وكان لعامر آخ يسمى عطاء الله، وكان عطاء الله رجلا صالحا، وكان يخدم الفقراء فقال لنا ذات يوم: يا فقرا، أشتهي آن تواخوا بيني وبين آخي عامر فقلنا له: هو أخوك، فقال: أريد أخوة الفقراء فآخينا بينهما.
ثم بعد ذلك تكلم عطاء الله مع فقير من الفقراء فرفس ذلك الفقير عطاء الله
Page 58