والسخيُّ قريب من الله تعالى، ومن خَلْقِه، ومن أهله، وقريب من الجنة، وبعيد من النار، والبخيلُ بعيد من الله، بعيد من خَلْقِه، بعيد من الجنة، قريب من النار، فجودُ الرجل يُحَبِّبُه إلى أضداده، وبخله يُبَغِّضُه إلى أولاده، كما قيل:
ويُظْهِرُ عَيْبَ المَرْءِ فِي الناسِ بُخْلُهُ ... ويَسْتُرُه عنهم جمِيعًا سَخاؤُه
تَغَطَّ بأثوابِ السَّخاءِ فإنني ... أرى كُلَّ عيبٍ فالسّخاء غِطاؤُه
وقارِنْ إذا قَارَنْتَ حُرًّا فإنَّما ... يَزِينُ ويُزرِي بالفتى قُرنَاؤه
وأقْلِلْ إذَا ما اسْطَعْتَ قَوْلًا فإنَّهُ ... إِذَا قلَّ قوْلُ المرْءِ قَلَّ خَطَاؤُه
إذَا قَلَّ مالُ المرءِ قَلَّ صَدِيقُه ... وضَاقَتْ عليه أرضه وسماؤه
وأصبح لا يدري وإن كان حازِمًا ... أَقُدَّامُه خيرٌ له أمْ وَرَاؤُه
إذا المرءُ لم يختر صديقًا لنفسهِ ... فَنَادِ به في الناس هذا جزاؤُه (^١)
وحدُّ السخاء: بَذْلُ ما يُحْتاج إليه عند الحاجة، وأن يُوصل ذلك إلى