Le don précieux des paroles sacrées

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
128

Le don précieux des paroles sacrées

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Chercheur

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

مُسْتَحِقِّه بقدر الطاقة. وليس كما قال بعضُ مَنْ نَقَصَ عِلْمُه: حَدُّ الجودِ بَذْلُ الموجود (^١) . ولو كان كما قال هذا القائل لارتفع اسم السَّرَفِ والتبذير، وقد ورد الكتاب بذمهما، وجاءت السنة بالنهي عنهما. وإذا كان السخاء محمودًا، فمن وقف على حدِّه سُمِّي كريمًا، وكان للحمد مستوجبًا، ومن قصر عنه كان بخيلًا، وكان للذم مستوجبًا، وقد رُوِي في أثرٍ: "إن الله ﷿ أقسم بِعزّته ألَّا يجاوره بخيل" (^٢) . والسخاء نوعان: فأشرفهما: سخاؤك عما بيد غيرك. والثاني: سخاؤك ببذل ما في يدك. فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئًا؛ لأنه سخا عما في أيديهم، وهذا معنى قول بعضهم: السخاء أن تكون بمالك متبرِّعًا، وعن مال غيرك متورِّعًا. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: "إنّ الله أوحى إلى إبراهيم ﷺ "أتدري لم اتخذتك خليلًا؟ " قال: لا، قال:

(^١) انظر: "المحاسن والأضداد" (١٢٥)، و"بهجة المجالس" (١/ ٦٢٦)، و"العقد الفريد" (٢/ ٢٧٣). والعبارةُ مشهورةٌ منسوبةٌ لغير واحد. (^٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢٠) عن أنسٍ ﵁ مرفوعًا بإسنادٍ شديد الضعف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ١١٤)، و"الأوسط" (٥/ ٣٤٩) عن ابن عباس ﵄ مرفوعًا بإسناد ضعيف. وانظر: "السلسلة الضعيفة" (١٢٨٤، ١٢٨٥).

1 / 77