Tawil des problèmes du Coran
تأويل مشكل القرآن
Chercheur
إبراهيم شمس الدين
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
وأراد بقوله: ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ [القصص: ٧٦]، أي: تميلها من ثقلها.
قال الفراء أنشدني بعض العرب «١»:
حتى إذا ما التأمت مفاصله ... وناء في شقّ الشّمال كاهله
يريد: أنه لما أخذ القوس ونزع، مال عليها.
قال: ونرى قولهم: (ما ساءك وناءك)، من هذا. وكان الأصل (أناءك) فألقي الألف لما اتبعه (ساءك) كما قالوا: (هنأني ومرأني)، فاتبع مرأني هنأني. ولو أفرد لقال: أمرأني.
وأراد بقوله: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) [العاديات: ٨]، أي: وإنه لحبّ المال لبخيل، والشدة: البخل هاهنا، يقال: رجل شديد ومتشدّد.
وقوله سبحانه: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤]، يريد: اجعلنا أئمة في الخير يقتدي بنا المؤمنون، كما قال في موضع آخر: وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة: ٢٤]، أي: قادة، كذلك قال المفسّرون.
وروي عن بعض خيار السلف: أنه كان يدعو الله أن يحتمل عنه الحديث، فحمل عنه.
وقال بعض المفسرين في قوله: وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِمامًا [الفرقان: ٧٤]، أي:
اجعلنا نقتدي بمن قبلنا حتى يقتدي بنا من بعدنا. فهم على هذا التأويل متّبعون ومتّبعون.
ومن المقدّم والمؤخّر قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا [الكهف: ١، ٢] أراد: أنزل الكتاب قيّما ولم يجعل له عوجا.
وقوله: فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ [هود: ٧١]، أي: بشرناها بإسحاق فضحكت.
وقوله: فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها [الشمس: ١٤]، أي: فعقروها فكذّبوه بالعقر.
(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (نوأ)، وتهذيب اللغة ١٥/ ٥٤٠، ورواية الشطر الأول في اللسان والتهذيب: حتى إذا ما التأمت مواصله
1 / 130