Tawil des problèmes du Coran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
129

Tawil des problèmes du Coran

تأويل مشكل القرآن

Chercheur

إبراهيم شمس الدين

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

وقد يجوز أن يكون أراد: فكذّبوا قوله: إنها ناقة الله، فعقروها. قال الأعشى «١»: لقد كان في حول ثواء ثويته ... تقضّي لبانات ويسأم سائم أراد: لقد كان في ثواء حول ثويته. وقال ذو الرّمّة يصف الدّار «٢»: فأضحت مباديها قفارا رسومها ... كأن لم سوى أهل من الوحش توهل أراد: كأن توهل سوى أهل من الوحش. وقد كان بعض القراءة يقرأ: وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ [الأنعام: ١٣٧]، أي: قتل شركائهم أولادهم. ومن المقدّم والمؤخّر قوله سبحانه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ [التوبة: ٥٥] . وقال ابن عباس في رواية الكلبي: أراد: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا، إنما يريد الله أن يعذّبهم في الآخرة. ومنه قوله سبحانه: وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (١٢٩) [طه: ١٢٩]، أي: ولولا كلمة سبقت وأجل مسمّى، لكان العذاب لزاما. ومنه قوله سبحانه: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: ٨٣]، أراد: لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا، ولولا فضل الله عليكم ورحمته،

(١) البيت من الطويل، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٢٧، والأغاني ٢/ ٢٠٦، والرد على النحاة ص ١٢٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٩، والكتاب ٣/ ٣٨، ومغني اللبيب ٢/ ٥٠٦، والمقتضب ١/ ٢٧، ٢/ ٢٦، ٤/ ٢٩٧، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٩٩، ورصف المباني ص ٤٢٣، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٩٠، وشرح المفصل ٣/ ٦٥. (٢) يروى البيت بلفظ: فأضحت مغانيها قفارا رسومها ... كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل والبيت من الطويل، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ١٤٦٥، وخزانة الأدب ٩/ ٥، والخصائص ٢/ ٤١٠، والدرر ٥/ ٦٣، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٧٨، والمقاصد النحوية ٥/ ٤٤٥، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٦٩، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٦، ومغني اللبيب ١/ ٢٧٨، وهمع الهوامع ٢/ ٥٦.

1 / 131