وحلّقتِ الخضراء في غُرّ شُهبها، ... كلُجّة بحرٍ كُلّلتْ باليعاللِ
تخال بها زُهر الكواكب نرجِسًا، ... على شطّ وادٍ للمجَرّة سائلِ
وتلمحُ من جَوزائها في غُروبها ... نساقُطَ عرشٍ واهنِ الدعم مائلِ
وتحسب صقرًا واقعًا دَبَرانها، ... بعُشّ الثريا فوق حمر الحواصلِ
وبَدرَ الدجى فيها غديرًا، وحوله ... نجومٌ كطلعات الحمام النواهلِ
كأن الدجى همّي، ودمعي نجومه، ... تحدّر إشفاقًا لدهر الأراذلِ
هوتْ أنجم العلياء إلاّ أقلّها، ... وغِبنَ بما يحظى به كل عاقلِ
وأصبحتُ في خلفٍ إذا ما لمحتُهم ... تبيّنتُ أن الجهل إحدى الفضائلِ
وما طاب في هذي البريّة أخرٌ، ... إذا هو لم يُنجدْ بطِيب الأوائلِ
أرى حُمُرًا فوق الصواهلِ جمّةً، ... فأبكي بعَيْني ذُبلّ تلك الصواهلِ
ورُبّتَ كُتّابٍ إذا قيبل: زوِّروا، ... بكتْ من تأنّيهم صُدورُ الرسائلِ
وناقل فِقْهٍ لم يرَ الله قلبه، ... يظنّ بأن الدين حِفظُ المسائلِ
وحاملِ رمحٍ راحَ، فوق مَضائه، ... به كاعبًا في الحيّ ذات مغازلِ
1 / 109